على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ | أُذيلتْ مصوناتُ الدُّموعِ السَّواكبِ |
أَقُولُ لِقُرْحَانٍ من البَيْنِ لَم يُضِفْ | رسيسَ الهوى تحتَ الحشا والتَّرائبِ |
أَعِني أُفَرقْ شَمْلَ دَمْعي فإِنَّني | أرى الشَّملَ منهُمْ ليس بالمُتقاربِ |
وما صارَ في ذا اليومِ عذلُكَ كلُّهُ | عدُوِّيَ حتَّى صار جهلكَ صاحبي |
ومابِك إركابي مِن الرُّشْدِ مَرْكَباً | أَلا إِنَّما حَاوَلتَ رُشْدَ الرَّكائِبِ |
فَكِلْنِي إلى شَوْقِي وسِرْ يَسِر الهَوَى | إلى حرُقاتي بالدُّموعِ السَّواربِ |
أَمَيْدَانَ لَهْوِي مَنْ أَتاحَ لكَ البِلَى | فأصبحتَ ميدانَ الصَّبا والجنائبِ؟! |
أصابتكَ أبكارُ الخُطوب فشتَّتتْ | هوايَ بأبكار الظَّباءِ الكواعبِ |
وركبٍ يُساقونَ الرِّكابَ زُجاجة ً | مِن السَّيْرِ لم تَقصِدْ لها كَفُّ قاطِبِ |
فقد أَكَلُوا مِنها الغَوارِبَ بالسُّرَى | فصارتْ لها أشباحهمْ كالغواربِ |
يُصَرفُ مَسْرَاها جُذَيْلُ مَشَارِقٍ | إِذا آبَهُ هُمٌّ عُذَيْقُ مَغَارِبِ |
يَرى بالكَعَابِ الرَّوْدِ طَلْعَة َ ثائِرٍ | وبالعِرمسِ الوجناءِ غُرَّة َ آيبِ |
كأَنَّ بهِ ضِغْناً عَلى كُل جانبٍ | من الأرضِ أو شوقاً إلى كلِّ جانبِ |
إِذَا العِيسُ لاَقتْ بِي أَبَا دُلَفٍ فقَد | تَقَطَّعَ مابَيْني وبينَ النَّوائِبِ |
هُنالكَ تلقى الجُودَ حيثُ تقطَّعتْ | تمائمهُ والمجدَ مُرخى الذَّوائبِ |
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جنونها | إِذَا لم يُعَوذها بِنَغْمَة ِ طالبِ |
إذا حرَّكتهُ هِزَّة ُ المجدِ غيَّرتْ | عَطَاياهُ أَسماءَ الأَمَانِي الكَواذِبِ |
تكاد مغانيهِ تهشُّ عِراصُها | فتركبُ من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ |
إِذا ماغَدَا أَغدَى كَريمَة َ مالِهِ | هديّاً ولو زُفَّتْ لألأمِ خاطبِ |
يرى أقبحَ الأشياءِ أوبة ََ آيبٍ | كَسَتْهُ يَدُ المأْمُول حُلَّة َ خَائِبِ |
وأحسنُ من نورٍ تُفتَّحهُ الصَّبا | بَيَاضُ العَطايا في سَوادِ المطالِبِ |
إِذا أَلجَمَتْ يَوْماً لُجَيْمٌ وَحَوْلها | بنو الحِصْنِ نجلُ المُحصناتِ النَّجائبِ |
فإنَّ المنايا والصَّوارمَ والقنا | أقاربُهُمْ في الرَّوع دونَ الأقاربِ |
جحافلُ لا يترُكنَ ذا جبريَّة ٍ | سَلِيماً ولا يَحرُبْنَ مَن لم يُحَارِبِ |
يَمُدُّونَ مِنْ أَيْدٍ عَوَاصٍ عَواصِمٍ | تصُولُ بأسيافٍ قواضٍ قواضبِ |
إِذَا الخَيْلُ جابَتْ قَسْطَلَ الحَرْبِ صَدَّعُوا | صدورَ العوالي في صُدُور الكتائبِ |
إذا افتخرتْ يوماً تميمٌ بقوسها | وزَادَتْ على ما وَطَّدَتْ مِن مَناقِبِ |
فأنتمْ بذي قارٍ أمالتْ سُيُوفكمْ | عروشَ الذين استرهنوا قوسَ حاجبِ |
محاسنُ من مجدٍ متى تقرنوا بها | مَحاسِنَ أقوامٍ تَكُنْ كالمعايِبِ |
مَكارِمُ لَجَّتْ في عُلُوٍّ كأَنَّها | تُحاوِلُ ثَأْراً عند بَعْضِ الكَواكِبِ |
وقَد عَلِمَ الأَفْشِينُ وهْو الذِي بهِ | يُصَانُ رِدَاءُ المُلْكِ عَنْ كل جاذِبِ |
بأنَّكَ لمَّا اسحنكك الأمرُ واكتسى | أَهابِيَّ تَسْفِي فِي وُجُوهِ التَّجارِبِ |
تجلَّلتهُ بالرأي حتَّى أريتهُ | بهِ ملءَ عينيهِ مكان العواقبِ |
بأَرْشَقَ إِذْ سالَتْ عليهم غَمامَة ٌ | جرتْ بالعوالي والعِتاقِ الشَّوازبِ |
نضوتَ لهُ رأيينِ سيفاً ومُنصُلاً | وكلٌّ كنجمٍ في الدُّجنَّة ِ ثاقبِ |
وكنتَ متى تُهززْ لخطبٍ تُغشِّهِ | ضرائبَ أمضى من رقاق المضاربِ |
فَذِكْرُكَ في قَلْبِ الخَلِيفَة ِ بَعْدَها | خَلِيفَتُكَ المُقْفَى بِأَعْلَى المَراتِبِ |
فإن تنسَ يذكُرْ أو يقُلْ فيكَ حاسدٌ | يَفِلْ قَوْلُهُ أَو تَنْأَ دارٌ تُصاقِبِ |
فأَنْت لدَيْهِ حاضِرٌ غيرُ حاضِر | جميعاً وعنهُ غائبٌ غيرُ غائبِ |
إِلَيْك أَرَحْنا عازِبَ الشعْر بَعْدَمَا | تمهَّلَ في روضِ المعاني العجائبِ |
غَرَائِبُ لاقَت في فِنائِك أُنْسَها | مِن المَجْدِ فهْيَ الآنَ غَيْرُ غَرائبِ |
ولوْ كانَ يفنى الشِّعرُ أفناهُ ما قرتْ | حِياضُكَ منهُ في العصور الذَّواهبِ |
ولكنَّهُ صوبُ العقولِ إذا انجلتْ | سحائبُ منهُ أُعقبتْ بسحائبِ |
أقولُ لأصحابي هو القاسمُ الذي | به شرحَ الجودُ التباسَ المذاهبِ |
وإِني لأَرجُو أَنْ تَرُدَّ رَكائِبي | مواهبهُ بحراً تُرجَّى مواهبي |