أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ | وغدتْ عليهمْ نضرة ً ونعيمُ |
جادتْ معاهدهُمْ عهادُ سحابة ٍ | ما عهدهَا عندَ الديارِ ذميمُ |
سَفِهَ الفِرَاقُ عليكَ يومَ رَحيلهمْ | وبما أراهُ وهوَ عنكَ حليمُ |
ظلمتكَ ظالمة ُ البريء ظلومُ | والظلمُ من ذي قدرة ٍ مذمومُ |
زعمتُ هواكَ عفا الغداة َ كما عفتْ | مِنْها طُلولٌ باللَّوَى ورُسُومُ |
لا والذي هوَ عالمٌ أنَّ النوى | صَبِرٌ وأنَّ أَبَا الحُسَيْنِ كَرِيمُ |
مازُلْتُ عَنْ سَنَنِ الوِدَادِ ولاغَدَتْ | نفسي على ألفٍ سواكَ تحومُ |
لِمُحَمّدِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ شُبَانَة ٍ | مجدٌ إلى جنبِ السِّماكِ مقيمُ |
مَلِكٌ إذا نُسِبَ النَّدَى مِنْ مُلْتَقَى | طرفيهِ فهوَ أخٌ له وحميمُ |
كاللَّيْثِ لَيْثِ الغَابِ إلاَّ أنَّ ذا | في الروعِ بسَّامٌ وذاكَ شتيمُ |
طَحْطحْتَ بالخَيْلِ الجِبَالَ مِنَ العِدَى | والكفرُ يقعدُ بالهدى ويقومُ |
بالسَّفْحِ مِنْ هَمَذانَ إذْ سَفَحَتْ دَماً | رويتْ بجمته الرماحُ الهيمُ |
يومٌ وسمتَ بهِ الزمانَ ووقعة ٌ | بردتْ على الإسلامِ وهيَ سمومُ |
لَمَعَتْ أسِنَّتُه فَهُنَّ معَ الضُّحَى | شَمْسٌ وهُنَّ معَ الظَّلامِ نُجُومُ |
نضيتْ سيوفكَ للقراعِ فأغمدتْ | والخُرَّمِيَّة ُ كَيْدُهَا مَخْرُومُ |
أبليْتَ فيهِ الدينَ يُمْنَ نَقِيبَة | تركتْ إمامَ الكفرِ وهوَ أميمُ |
بَرَقتْ بَوَارِقُ مِنْ يَمِينكَ غادَرَتْ | وَضَحاً بِوَجْه الخَطْبِ وهْوَ بَهيمُ |
ضَرَبَتْ أُنُوفَ المَحْلِ حتَّى أَقلَعَتْ | والعُدْمُ تحتَ غَمَامِها مَعْدُومُ |
لِلَّنجم أَوْ للمِرْزَمَيْنِ نَدِيمُ | |
غَيْثٌ حَوَى كَرَمَ الطَّبَائعِ دَهرَهُ | والغَيْثُ يَكْرُمُ مَرَّة ً ويَلُومُ |
ما زال يهذي بالمواهبِ دائباً | حتى ظننَّا أنَّهُ محمومُ |
لِلجُودِ سَهْمٌ في المَكَارِمِ والتُّقَى | ما ربُّه المكدي ولا المسهومُ |
وبيانُ ذلكَ أنَّ أولَ منْ حبا | وقرى خليلُ اللهِ إبراهيمُ |
أعطَيْتَني دِيَة َ القَتِيلِ وليسَ لي | عَقْلٌ ولاحَقٌّ عليكَ قَديمُ |
إلاَّ نَدًى كالدَّيْنِ حَلَّ قَضَاؤُهُ | إن الكريمَ لمعتفيهِ غريمُ |
عُرفٌ غدا ضرباً نحيفاً عندَه | شكرُ الرجالِ وأنهُ لجسيمُ |
أخفيتهُ فخفيتُهُ وطويتهُ | فنشرتُهُ والشخصُ منه عميمُ |
جودٌ مشيتُ به الضراءَ تواضعاً | وعظمتَ عن ذكراهُ وهو عظيمُ |
النَّارُ نارُ الشَّوْقِ في كَبِدِ الفَتَى | والبيْنُ يُوقِدُه هَوًى مَسْمُومُ |
خيرٌ لهُ من أنْ يخامرَ صدرَهُ | وحَشَاهُ مَعْروفُ امْرِئٍ مَكْتُومُ |
سَرَقٌ الصَّنِيعَة َ فاستَمرَّ بِلَعْنَة ٍ | يدعو عليهِ النائلُ المظلومُ |
أأُقَنعُ المَعْرُوفَ وهْوَ كأنَّهُ | قمرُ الدجى إني إذنْ للئيمُ! |
مثرٍ منَ المالِ الذي ملكتني | أعناقهُ ومنَ الوفاءِ عديمُ؟! |
فأروحُ في بردينِ لمْ يسحبهُما | قَبْلِي فَتًى وهُمَا الغِنَى واللُّومُ؟ |