ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ | وأن ينظمَ الشملَ المشتتَ ناظمُ؟! |
لَئِنْ أَرْقَأَ الدَّمْعَ الغَيُورُ وقَدْ جَرَى | لقدْ رويتْ منهُ خدودٌ نواعمُ |
لقد كان ينسى عهدَ ظمياءَ باللوى | ولكن أملَّتْهُ عليه الحمائمُ |
بعثنَ الهوى في قلبِ من ليسَ هائماً | فقل في فؤادٍ رعنهُ وهوَ هائمُ |
لها نغمٌ ليستْ دموعاً فإن علتْ | مَضَتْ حَيْثُ لاتمْضي الدُّمُوعُ السَّواجمُ |
أما وأبيها لو رأتني لأيقنتْ | بطولِ جوى ينفض منه الحيازمُ |
رأَتْ قَسَماتٍ قَدْ تَقسَّم نَضْرَها | سُرَى اللَّيْلِ والإسآدُ فَهْي سَوَاهِمُ |
وتَلْويحَ أجسَامٍ تَصَدَّعُ تحتَها | قُلُوبٌ رِياحُ الشَّوْق فيها سَمَائِمُ |
ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ | ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ |
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا | هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ |
جَزَى اللَّهُ كَفّاً مِلْؤها مِنْ سَعَادة ٍ | سعَتْ في هلاكِ المالِ والمالُ نائمُ |
فلم يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ | ولا المَجْدُ في كَف امْرئٍ والدَّرَاهِمُ |
ولَمْ أَرَ كالمَعْرُوفِ تُدْعَى حُقُوقُه | مَغَارمَ في الأقَوام وَهْيَ مَغَانِمُ |
ولا كالعُلَى مالَمْ يُرَ الشعْرُ بَيْنها | فكَالأرضِ غُفْلاً ليسَ فِيها مَعالِمُ |
وما هو إلا القولُ يسري فتغتدي | لَهُ غُرَرٌ في أَوْجُهٍ ومَوَاسِمُ |
يُرى حِكْمَة ً مافيهِ وهْوَ فُكَاهَة ٌ | ويُقْضِي بما يَقْضِي بهِ، وهْوَ ظَالِمُ |
إلى أحمدَ المحمودِ رامتْ بنا السرى | نواعِبُ في عَرْضِ الفلا ورَوَاسمُ |
خَوَانِفُ يَظْلِمْنَ الظَّلِيم إذا عَدَا | وسيجَ أبيهِ وهوَ للبرقِ شائمُ |
نجائبُ قدْ كانتْ نعائمَ مرة ً | مِنَ المَر أَوْ أُمَّاتُهُنَّ نَعَائِمُ |
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ | وليسَ لهُ مالٌ على الجودِ سالمُ |
جَديرٌ بأَنْ لا يُصْبِحَ المَالُ عِنْدَهُ | جَدِيراً بأن يَبْقَى وفي الأرض غَارمُ |
ولَيْسَ ببَانٍ لِلعُلى خُلُقُ امرئ | وإنْ جلَّ إلاَّ وهْوَ لِلمَالِ هَادِمُ |
لهُ من إيادٍ قمة ُ المجدِ حيثما | سَمتْ وَلها مِنْه البِنَا والدَّعَائِمُ |
أناسٌ إذا راحوا إلى الروعِ لم تَرُح | مسالمة ً أسيافهمْ والجماجمُ |
بَنُو كُل مشْبُوحِ الذرَاعِ إِذَ القَنَا | ثَنَت أَذْرُعَ الأبطال، وَهْيَ مَعَاصِمُ |
إذا سيفهُ أضحى على الهامِ حاكماً | غدا العفو منه وهو في السيفِ حاكمُ |
أَخَذْت بأعضَادِ العُرَيْب وقَدْ خَوَتْ | عُيُونٌ كَلِيلاتٌ وذَلَّتْ جَمَاجِمُ |
فأضحوا لوِ استطاعوا لفرطِ محبة ٍ | لقد علقتْ خوفاً عليكَ التمائمُ |
ولو علم الشَّيْخَانِ أدٌّ ويعرُبٌ | لسرت إذنْ تلكَ العظامُ الرمائمُ |
تلاقى بك الحيانِ في كلِّ محفلٍ | جليلٍ وعاشتْ في ذراكَ العماعمُ |
فما بالُ وَجْهِ الشعرِ أغْبَرَ قاتماً | وأنفِ العُلى من عطلة ِ الشّعرِ راغمُ |
تَدَاركْهُ إِنَّ المَكرُمَاتِ أصابعٌ | وإِنَّ حُلَى الأشعار فيها خَوَاتِمُ |
إذا أنتَ لمْ تحفظْهُ لَمْ يَكُ بدْعَة ً | ولا عَجباً أن ضَيَّعَتْهُ الأعَاجمُ |
فقدْ هزَّ عطفيهِ القريضُ توقعاً | لِعَدْلِكَ مُذْ صَارَتْ إليكَ المَظَالِمُ |
ولولا خلالٌ سنها الشعرُ ما درى | بغاة ُ الندى من أين تؤتى المكارمُ |