ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ | كَيْفَ والدَّمْعُ آيَة ُ المَعْشُوقِ |
فأَقِلاَّ التَّعْنِيفَ إِنَّ غَرَاماً | أنْ يكونَ الرفيقُ غيرَ رفيقِ |
واستمحيا الجفونَ درة ً دمعٍ | في دُمُوع الفِرَاقِ غَيرِ لَصِيقِ |
إِنَّ مَنْ عَقَّ والديْهِ لمَلْعُو | نٌ ومَنْ عَقَّ مَنْزِلاً بالعَقيقِ |
فقفا العيسَ ملقياتِ المثاني | في مَحَل الأنِيق مُغْنَى الأَنيقِ |
إنْ يكنْ رثِّ منَ أناسٍ بهمْ كا | ن يُدَاوَى شَوْقِي ويَسْلسُ رِيقِي |
هم أماتوا صبري وهم فرقوا نفـ | |
إنَّ في خيمهمْ لمطعمة َ الحج | ـلَيْنِ والمَتْنُ مَتْنُ خُوطٍ وَرِيقِ |
وَهْيَ لا عَقْدُ وُدها سَاعَة البَيْـ | ـنِ ولا عَقْدُ خَصْرها بِوَثِيقِ |
وكأنَّ الجريالَ يجري بماءِ الدُّ | رَّ في خدها وماءِ العقيقِ |
وهيَ كالطبية َ النوارِ ولكنْ | رُبَّما أَمْكَنتْ جَنَاة ُ السَّحُوقِ |
رُمِيَتْ مِنْ أبي سَعِيدٍ صَفاة ُ الـ | |
باالأسيلِ الغطريفِ والذهبِ الإب | ريزِ فينا والأروعُ الغرنيقُ |
في كُماة ٍ يُكْسَونَ نَسْجَ السَّلُوقي | وتَغْدُو بهمْ كِلابُ سَلُوقِ |
يتساقونَ في الوغى كأسَ موتٍ | وَهْيَ مَوْصُولَة ٌ بِكَأْسِ رَحِيقِ |
وطئتْ هامة َ الضواحي إلى أن | أخذتْ حقها منَ الفيدوقَ |
ألْهَبتْها السيَاطُ حَتَّى إذا استَنَّـ | ـتْ بإطلاَقِها على النَّاطَلُوقِ |
سنها شزباً فلما استباحتْ | بالقُبُلاَّتِ كُلَّ سَهْبٍ وَنيقِ |
سارَ مستقدماً إلى البأسِ يزجي | رهجاً باسقاً إلى الإبسيقِ |
ناصِحاً لِلمَليكِ والمَلِكِ القَا | ئمِ والملكِ غيرَ نصحْ مذيقِ |
وقديماً ما استنبطتْ طاعة ُ الخا | لِقِ إلاَّ مِنْ طَاعَة ِ المَخْلُوقِ |
ثُمَّ أَلْقَى على دَرَوْلِيَة َ البَرْ | كَ مُحِلاًّ باليُمْنِ والتَّوِفيقِ |
فحَوَى سُوقَها وغَادَرَ فيها | سوقَ موتٍ طمتْ على كلِ سوقِ |
فهمُ هاربونَ بينَ حريقِ الس | يفِ صلتاً وبينَ نارِ احريقِ |
واجداً بالخليجِ ما لم يجدْ قطُّ | بما شَانَ لا ولا بالرَّزيقِ |
لم يَعُقْهُ بَعْدَ المقَاديرِ عَنْه | غَيْرُ سِتْرٍ مِنَ البِلادِ رَقيقِ |
ولو أنَّ الجيادَ لم تعصهِ كا | نَ لَدَيْهِ غَيْرَ البَعِيدِ السَّحيقِ |
وقعة ٌ زعزعتْ مدينة َ قسطن | ـطينَ حَتَّى ارتَجَّت بِسُورِ فُروقِ |
وَوَحَق القَنَا عليهِ يَمِيناً | هيَ أمضى منَ الحسامِ الفتيقِ |
أَنْ لَو أنَّ الذرَاعَ شَدَّتْ قَوَاهَا | عضدٌ أو أعينَ سهمٌ بفوقِ |
ما رأى قُفْلَها كَما زَعَمُوا قُفْـ | ـلاً ولا البَحْرَ دُونَها بِعَمِيقِ |
غَيْرُ ضَنْكِ الضُّلوعِ في سَاعَة ِ الرَّو | عِ وَلا ضَيقٌ غَدَاة َ المَضِيقِ |
ذاهبُ الصوتِ ساعة ً الأمرِ والنه | يَ إذا قلَّ ثمَّ هدرُ الفنيقِ |
كمْ أسيرٍ منْ سرهم وقتيلٍ | رادعِ الثوبِ منْ دمٍ كالخلوقِ |
يستغيثُ البطريقَ جهلاً وهل تط | لُبُ إلاَّ مُبَطْرِقَ البِطْريقِ ! |
وأخيذٍ رأى المنية َ حتى | قَالَ بالصدْقِ وهْوَ غَيْرُ صَدُوقِ |
قامَ بالحقَّ يخطبُ الخلقَ والأش | قى لعمري بالحقَّ غيرُ حقيقِ |
نَاصِحٌ وهْوَ غَيْرُ جِد نَصِيحٍ | مشفقٍ وهوَ غيرُُ جدِّ شفيقِ |
برَّ بالدينِ تحتَ ذاكَ العقوقِ | |
فَقَدَى نَفْسَه بِكُل شَوارٍ | وصهيلُ في أرضهِ وتهيقِ |
منْ متاعِ الملكِ الذي يمتعُ العي | ـنَ بهِ ثُمّ مِنْ رَقيقِ الرَّقيقِ |
لم تبعهم منهمْ كباراً ولا صدَ | عْتَ حَبَّ القُلُوبِ بالتَّفْرِيقِ |
ثُمّ ناهَضْتَ في الغُلُولِ رِجَالاً | ورجالاً بالضربِ والتحريقِ |
فرقُ ما بينهمْ وبينَ ذوي الإش | راكِ كالفرقِ بينَ نوكٍ وموقِ |
أيُّ شيءٍ إلاَّ الأماني بينَ ال | ـكُفْرِ لَوْ فكَّرُوا وبَيْنَ الفُسُوقِ |
وبوادي عقرقسٍ لمْ تعردْ | عنْ رسيمٍ إلى الوغى وعنيقِ |
جَأَرَ الدّينُ واستَغَاثَ بكَ الإسْـ | ـلاَمُ للنَّصْرِ مُستغَاثَ الغَرِيقِ |
يَوْمُ بَكْرِ بن وائِلٍ بقِضَاتٍ | دونَ يومِ المحمرِ الزنديقِ |
يومُ حلقِ اللماتِ ذاكَ وهذا ال | ـيومُ في الرُّومِ يَوْمُ حَلْقِ الحُلوقِ |
أطعَمَ السيفَ نِصْفَهُمْ ورَمى النصـ | فَ برأيٍ صافي النجارِ عريقِ |
وأصاخوا كأنما كانَ يرمي | ـهمْ بذَاكَ التَّدبيرِ مِنْ مَنْجَنِيقِ |
فوربَّ البيتِ العتيقِ لقد طح | ـطَحتَ منهمْ رُكْنَ الضَّلالِ العَتِيقِ |
سَرَقُوهُمْ مِنَ السُّيوفِ ومِنْ سُمْـ | رِ العوالي ليالي الساروقِ |
كَرُمَتْ غَزْوتَاكَ بالأَمسِ والخَيْـ | لُ دِقاقٌ والخَطْبُ غَيْرُ دَقِيقِ |
حينَ لا جلدة ُ السماءِ بخضرا | ءَ ولا وَجْهُ شَتْوَة ٍ بِطَليقِ |
أَورَثَتْ ”صاغِرَى ” صغَاراً ورَغْماً | وقضتْ أو قضى قبيلُ الشروقِ |
كمْ أفاءتْ منْ أرضِ قرَ منْ قر | ة ِ عينٍ وربربِ مرموقِ |
ثمَّ أبتْ وأنتَ خوفَ الغمامِ ال | ـغَط ذُو فِكْرَة ٍ وقَلْبٍ خَفُوقِ |
لا تُبَالي بَوَارِقَ البيضِ والسُّمْـ | |
تشنأَ الغيثَ وهوَ حقُّ حبيبٍ | ربَّ حزمٍ في بغضة ِ الموموقِ |
لمْ تخوفْ ضرَّ العدوَّ ولا بغ | ياً ولكنْ تخافُ ضرَّ الصديقِ |
إِنَّ أَيامَكَ الحِسَانَ مِنَ الرَّو | مِ لَحُمْرُ الصَّبُوحِ حُمْرُ الغَبُوقِ |
معلماتٌ كأنها بالدمِ المه | |
فإليكمْ بني الضغائنِ عن سا | كِن بَيْنِ السماكِ والعَيُّوقِ |
النقي الولادة ِ الطيبِ التر | بة ِ والمُسْتَنِيرِ مَسْرَى العُرُوقِ |
لا يجوزُ الأمورَ صفحاً ولا ير | قلُ إلاّ على سواءِ الطريقِ |
فتناهوا إنّ الخليقَ منَ القوْ | مِ لِذَاكَ الفَعَال غَيْرُ خَليقِ |
مَلَكتْ مالَهُ المعَالي فمَا تَلْـ | قاهُ إلاَّ فريسة ٌ للحقوقِ |
يَقِظٌ وهْوَ أكثَرُ النَّاسِ إغضَا | ءً على نائِلِ لَهُ مَسْرُوقِ |
أَنا وَلْهَانُ في وِدَادِكَ ما عِشْ | تُ ونَشْوَانُ فيكَ غَيْرُ مُفيقِ |
رَاحَتِي في الثَّناءِ ما بَقِيَتْ لي | |
فاغْنَ بالنعْمَة ِ التي هيَ كالحَوْ | رَاءِ لا فَارِكٍ ولا بِعَلُوقِ |
بَعْلُها يأمَنُ النُّشُوزَ عليها | وهيَ في معقلٍ منَ التطليقِ |