أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ | وهيَ سلكاهُ منَ نحرٍ وجيدِ |
لها منْ لوعة ِ البينِ التدامٌ | يعيدُ بنفسجاً وردَ الخدودِ |
حمتنا الطيفَ منْ أمِّ الوليدِ | خطوبٌ شيبتْ رأسَ الوليدِ |
رآنا مشعري أرقٍ وحزٍن | وبغيته لدى الركبِ الهجودِ |
سُهَادٌ يَرْجَحِنُّ الطَّرْفُ مِنْهُ | ويولعُ كلَّ طيفٍ بالصدودُِِ |
بِأَرْضِ البَذ في خَيْشُومِ حَرْبٍ | عقيمٍ منْ وشيكِ ردى ً ولودُ |
تَرَى قَسمَاتِنا تَسْوَدُّ فيها | وما أَخْلاقُنا فيها بِسُودِ |
تقاسمنا بها الجردُ المذاكي | سِجَالَ الكَر والدَّأبِ الْعَنِيدِ |
فَتُمْسِي في سَوابغَ مُحْكمَاتٍ | وَتُمْسِي في السُّروجِ وفي اللًّبُودِ |
حَذَوْنَاها الْوَجَى والأيْنَ حتَّى | تجاوَزَتِ الرُّكوعُ إلى السُّجودِ |
إذا خرجتْ من الغمراتِ قلنا | خرجْتِ حبائساً إن لم تعودي |
فكَمْ مِنْ سُؤْدُدٍ أمكَنْتِ مِنْهُ | برمتهِ على أنْ لم تسودي |
أهانكَ للطرادِ لمْ تهوني | عليهِ وللقيادِ أبو سعيدِ |
بلاكِ فكنتَ أرشية َ الأماني | وبردَ مسافة ٍ المجدِ البعيدِ |
فتى ً هزَّ القنا فحوى سناءٍ | بها لا بالأحَاظي والْجُدُودِ |
إِذا سَفكَ الحَياءَ الرَّوْعُ، يَوْماً | وقى دمَ وجههِ بدمِ الوريدِ |
قَضَى مِنْ سَنْدَبَايَا كلَّ نَحْبٍ | وأرشقَ والسيوفُ منَ الشهودِ |
وأرسلها على موقانِ رهواً | تُثِيرُ النَّقْعَ أكْدَرَ بالكَدِيدِ |
رآهُ العلجُ مقتحماً عليهِ | كما اقتحمَ الفناءُ على الخلودِ |
فمرَّ ولو يجاري الريحَ خيلتْ | لديهِ الريحُ ترسفُ في القيودِ |
شَهدْتُ لَقَدْ أَوَى الإسْلاَمُ مِنْهُ | غدائتذٍ إلى ركنٍ شديدِ |
وللكذجاتِ كنتَ لغيرِ بخلٍ | عقيمَ الوعدِ منتاجَ الوعيدش |
غَدَت غِيرَانُهمْ لَهُمُ قبُوراً | كَفَتْ فِيهمْ مَؤُونَاتِ اللُّحُودِ |
كأَنَّهُمُ مَعاشِرُ أُهْلكوا مِنْ | بَقَايَا قَوْمِ عَادٍ أو ثَمُودِ |
وفي أَبْرِشْتَويمَ وَهَضْبَتَيْهَا | طلعتَ على الخلافة َ بالسعودِ |
بضربٍ ترقصُ الأحشاءُ منهُ | وتَبْطُلُ مُهْجَة ُ البَطَلِ النَّجِيدِ |
بيتَّ البياتَ بعقدِ جأشٍ | أَشدَّ قُوًى مِنَ الْحَجَرِ الصَّلُودِ |
رَأَوْا لَيْثَ الغَريفة ِ وهْوَ مُلْقٍ | دراعيهِ جميعاً بالوصيدِ |
عَلِيماً أَنْ سَيَرْفُلُ في المَعَالي | إذا ما باتَ يرفلُ في الحديدِ |
وكم سَرَقَ الدُّجى من حُسْنِ صَبْرٍ | وغطّى من جِلادِ فتى ً جليدِ |
ويَوْمَ التَّل تَل البَذ أُبْنَا | ونحنُ قصارُ أعمارِ الحقودِ |
قسمناهمْ فشطرٌ للعوالي | وآخرُ في لظى ً حرقِ الوقودِ |
كأنَّ جهنمَ انضمتْ عليهمْ | كلاهَا غَيْرَ تَبْدِيلِ الجُلُودِ |
ويَوْمَ انصَاعَ بَابَكُ مُسْتَمِرّاً | مُبَاحَ العُقْرِ مُجْتَاحَ العدِيدِ |
تأملّ شخصَ دولتهِ | بِجِسْم لَيْسَ بالْجسْمِ المَدِيدِ |
فأزمعَ نية ً هرباً فحامتْ | حُشَاشَتُهُ على أجَلٍ بَلِيدِ |
تَقنَّصَهُ بَنُو سِنبَاطَ أَخذاً | بأشراكِ المواثقِ والعهودِ |
ولولا أنَّ ريحكَ دربتهمْ | لأحْجَمَتِ الكِلاَبُ عن الأُسُودِ |
وهرجاماً بطشتْ بهِ فقلنا | خيارٌ البزِّ كانَ على القعودِ |
وقائِعُ قدْ سَكَبْتَ بها سَوَاداً | على ما احمَرَّ مِنْ ريشِ البَريدِ |
لئنْ عمتْ بني حواءَ نفعاً | لَقَدْ خَصَّتْ بني عبْدِ الحَمِيدِ |
أقولًُ لسائلي بأبي سعيدٍ | كأَنْ لم يَشْفِهِ خَبَرُ القَصِيدِ |
أجلْ عينيكِ في ورقي مليا | فقدْ عاينتَ عامَ المحلِ عودي |
لبستُ سواهُ أقواماً فكانوا | كما أغنى التيممُ بالصعيدِ |
وَتَرْكِي سُرْعَة َ الصَّدَرِ اغْتِباطاً | يَدُلُّ على مُوافقَة ِ الوُرُودِ |
فَتًى أَحْيَتْ يَدَاهُ بَعْدَ يأْسٍ | لنَا المَيْتَيْنِ مِنْ كَرَمٍ وجُودِ |