لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ | فلا شوى ً ما زريناهُ ولا جللُ |
إحدَى المصَائِبِ حَلَّتْ في دِيارِ بَنِي | عمرانَ ليستْ لها أختٌ ولا مثلُ |
ألوى بتيجانهمْ يومٌ أتيحَ لهُ | نَحْسٌ وأثقب فيهِ نارَهُ زُحَلُ |
ألوَى بهِ وهْوَ مُلْوٍ بالقَنا لِتَوَا | ليها استِواءٌ وفي أعناقِها مَيَلُ |
كانَ الذي ليسَ في معجومِهِ خورٌ | للعاجمينَ ولا في هديهِ خللُ |
كانَ الذي يتقى ريبُ الزمانِ به | إذا الزمانُ بدتْ أنيابُه العصُلُ |
أحَلَّنا الدَّهْرُ في بَطْحاءَ مسْهِلَة ٍ | لمَّا تقوضتَ عنها أيها الجبلُ |
ماكان أحسَنَ حالاتِ الأشاعِرِ يا | يَحْيَى بنَ عِمرانَ لَوْ أُنسِي لكَ الأجَلُ |
أيُّ امرئ منكَ أثرى بينَ أعظمهِ | ثرى المقطمِ أو محلودهُ الرملُ |
لايُتبعُ المَنَّ ماجَادَتْ يَداهُ بهِ | ولا تحكمُ في معروفهِ العللُ |
ماقَالَ كانَ إذا ما القوْمُ أكذبَ ما | أطالَ منْ قولهمْ تقصيرُ ما فعلوا |
يا موتُ حسبكَ إذْ أقصدت مهجته | أولا فدونكَ لا حسبٌ ولا بجلُ |
ماحَالُنا يا أبا العبَّاس بَعْدَكَ هَلْ | تَنْمَى الفُروعُ ويُودِي أصلُها الأَصِلُ |
يا موتُ لوْ في وغى عاينته خلدتْ | عليهِ عَوْضُ دُموعٌ مِنكَ تَنهِمِلُ |
المشعلُ الحربض ناراً وهي خامدة ٌ | والمستبيحُ حماها وهي تشتعلُ |
بكلِّ يومٍ وغى تصدى الكمأة ُ به | على يديهِ وتروى البيضُ والأسلُ |
يَغْشَى الوَغَى بالقَنا والخَيْلُ عابِسَة ٌ | والخَيْلُ لاعاجِزٌ فيها ولاوَكِلُ |
والكاشِفُ الكُرَبَ اللاَّتِي يَحُفُّ بها | إظلامُ أمرٍ على البُلْدَانِ يَنسَدِلُ |
بِمشْهَدٍ ليسَ يَثِنيه بهِ زَلَلٌ | ومَنْطِقٍ ليسَ يَعرُوهُ بهِ خطَلُ |
مستجمعٌ لا يحلُّ الريثُ عقدتَهَ | فيهِ ولا يَمْتَطِي إبلاغَه العَجَلُ |
بحيثُ لا يَضَعُ الآراءَ مَوْضِعَها | |
إذَا الرجالُ رَأَوْهُ وهْوَ يَفعلُ ما | أعيَاهُمُ فِعْلُه قالوا كَذا الرَّجْلُ |
إما يدلْ منكَ بالموتِ العدى فبما | دارتْ عليهم بلا موتٍ لكَ الدولُ |
أيامَ سيفكَ مشهورٌ وبحرُك مسـ | ـجورٌ وقرنكَ مقصورٌ لهُ الطولُ |
إذْ لابسُ الذلة ِ المقطوعُ ذو رحمٍ | قَطَعْتَه وإِذا المَوْصولُ مَنْ تَصِلُ |
جرَّعكَ الدهرُ كاسَ الصبرِ في لججٍ | للموتِ يغرقُ في آذيَّها الجبلُ |
موتاً وقتلاً كأنَّ الدهرُ يظمأ ما | عاشُوا ويَنقَعُ ما ماتُوا وماقُتِلُوا |
ياشاغِلَ الدَّهْرِ عنّا ما لِصَوْلتِه | مذْ صالَ فيكَ الردى إلا بنا شغُلُ |
يا حلية َ المجدِ إنَّ المجدَ عن عُفرٍ | بَدَا وحِلْيَتُه مِنْ بَعدَك العَطَلُ |
يا موئلاً كانَ مأوى الآماتِ به | إذا ادلهمَّت بمكروهاتِها العضلُ |
فأيُّ معتمدٍ يزكو بهِ عملٌ | وأَيّ مُنْتَظَرٍ يَحْيَا بهِ أَمَلُ |
لكنْ حسينٌ وأمثالُ الحسينِ إاذ | ما الناسُ يومَ حفاظِ حصَّلُوا قللُ |
تنبي المواقفُ عنهُ أنَّه سندٌ | ويخبرُ الروعُ عنهُ أنَّه بطلُ |
يعطي فيجزلُ أو يدعى فينزلُ أوْ | يؤتى لمحملِ أعباءٍ فيحتملُ |
تَظُنُّهُ شَيْخَه لَوْلا شَبِيبَتُه | والزَّرْعُ يَنْبُت فَذّاً ثُمَّ يكتَهِلُ |
أضحَى لنا بَدَلاً منه تَنُوءُ بهِ | والشبلُ منْ ليثهِ إما مضى بدلُ |