لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ | وغَدَا عليَّ بسَيْلِ لَوْمِكَ غادِ |
أنتَ الفتى كلُّ الفتى لو أنَ ما | تسديهِ في التأنيبِ في الإسعادِ |
لا تنكرنَ أنَ يشتكي ثقلَ الهوى | بدني فما أنا منْ بقية ِ عادِ |
كَمْ وَقعَة ٍ لي في الهوى مشْهُورَة ٍ | ما كنتُ فيها الحارِثَ بنَ عُبادِ |
رَحَلَ العَزاءُ مع الرَّحيلِ، كأنّما | أخذتْ عهودها على ميعادِ |
جَادَ الفِرَاقُ بِمَن أَضنُّ بِنأْيهِ | بمسَالِكِ الإتهامِ والإنجادِ |
وكأنَّ أفئدة َ النوى مصدوعة ٌ | حتى ً تصدعُ بالفراقِ فؤادي |
فإذا فضضتٌ منَ الليالي فرجًة | خالفنها فسددنها ببعادِ |
بَلْ ذكْرِة ٌ طَرقَتْ فلمَّا لم أبِتْ | باتتْ تفكرُ في ضروبِ رقادي |
أغرتْ همومي فاستلبنَ فضولها | نَوْمِي ونمْنَ على فُضُولِ وِسادي |
وإلى جَنابِ أبي المُغيثِ تَواهقَتْ | خوصُ العيونِ موائرُ الأعضادِ |
يلقينَ مكروهُ السرى بنظيرهُ | مِنْ جِدّهِ في النَّصّ والإسآدِ |
الآنَ جردتِ المدائحَ وانتهى | فيْضُ القَرِيضِ إلى عُبابِ الوَادِي |
أضحتْ معاطنُ روضهِ ومياههِ | وَقفاً على الرُّوادِ والوُرَّادِ |
عذنا بموسى منْ زمانٍ أنشرتْ | سطواتهِ فرعونَ ذا الأوتادِ |
جَبَلٌ مِنْ المعروفِ مَعْروفٌ لَهُ | تقييدُ عادية َ الزمانِ العادي |
ما لامرىء ٍ أسرَ القضاءُ رجاءهُ | إلاَّ رجَاؤُكَ أوعَطاؤُكَ فَادي |
وإذا المنونُ تخطمتْ صولاتها | عسفاً بيومْ توافقِ وطرادِ |
وضمائرُ الأبطالِ تقسمُ روعها | فيها ظُهورُ ضمائرِ الأغمادِ |
والخًيلُ تَستَقي الرماحُ نُحورها | مستكرها كعصارة ِ الفرصادِ |
أمتعْتَ سَيْفَكَ مِنْ يَدَيْكَ بضربة ٍ | لا تمتعُ الأرواحَ بالإجسادِ |
مِنْ أَبْيضٍ لِبياض وَجهِكَ ضامِنٌ | حينَ الوجوهُ مشوبة ٌ بسوادِ |
قَدْ كادَ مَضْربُهُ يُجَالِدُ جَفْنَهُ | لَو لَمْ تُسَكنْهُ بيَوْمِ جلادِ |
والسَّيْفُ مُغفٍ غَيْر أَنَّ غِرَارَه | يَقِظٌ إذَا هَادٍ نحَاهُ لِهَادِ |
أَحْيَيْتَ ثَغْرَ الجُودِ مِنْكَ بِنَائِلٍ | قدْ ماتَ منهُ ثغرٌ كلَ فسادِ |
جَاهَدْتَ فيهِ المَالَ عَنْ حَوْبَائِهِ | والمَالُ لَيْسَ جهادُهُ كَجِهَادِ |
مَا للخُطوبِ طَغَتْ عليَّ كأنَّها | جهلتْ بأنَّ نداكَ بالمرصادِ |
ولقد تَراءَتْنِي بأمْنَعِ جُنَّة ٍ | لما برزتُ لها وأنتَ عتادي |
مازلْتُ أَعْلَمُ أَنَّ شِلوي ضَائعٌ | حتّى جعلْتُكَ مَوئلي ومَصَادِي |
سَلْ مُخْبِراتِ الشَّعرِ عَنَّي هلْ بَلتْ | في قَدحِ نارِ المَجْدِ مِثْل زِنادي |
لم أبقَ حلبة َ منطقِ إلا وقدْ | سَبقْت سَوابِقَها إليْكَ جِيَادِي |
أبقينَ في أعناقِ جودكَ جوهراً | أبقى منَ الأطواقِ في الأجيادِ |
وغَداً تَبيَّنُ كيفَ غبُ مدائِحي | إِنْ مِلْنَ بي هَمَمي إلى بَغدادِ |
ومفاوزُ المالِ يبعدُ شأوها | إنْ لم تكنْ جدواكَ فيها زادي |
ومِنَ العجائِبِ شاعرٌ قَعدتْ بهِ | هماتهٌ أوضاعُ عندَ جوادِ |