بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ | ما إِنْ بهِ إلاَّ الوُحُوشَ قطينُ |
لم يُقرَ هذا السيفُ هذا الصبرَ في | هَيْجَاءَ إلاَّ عَزَّ هذا الدينُ! |
قدْ كانَ عذرة َ مغربٍ فافتضها | بالسيفِ فحلُ المشرق الأفشينُ |
فأعادها تعوي الثعالبُ وسطها | ولَقَدْ تُرَى بالأَمْسِ وَهْيَ عَرينُ |
جَادَتْ عليها مِنْ جَمَاجِمِ أهلها | ديمٌ أمارتُها طلى وشؤونُ |
كانَتْ مِنَ الدَّمِ قبلَ ذَاكَ مَفَازَة ً | غوراً فأمستْ وهي منهُ معينُ |
بحراً من الهيجاءِ يهفو مالهُ | إلاَّ الجَنَاجِنَ والضُّلُوعَ سَفِينُ |
لاقاهمُ ملكٌ حياهُ بالعلى | جرسٌ وجانا خرَّة ُ الميمونُ |
مَلِكٌ تُضِيءُ المَكْرُماتُ إذا بَدَا | لِلمُلْكِ مِنْهُ غُرَّة ٌ وجَبينُ |
سَاسَ الجُيُوشَ سِياسَة َ ابنِ تَجَاربٍ | رمقتهُ عينُ الملكِ وهو جنينُ |
لانتْ مهزَّتُه فعزَّ وإنما | يشتدُّ بأسُ الرمحِ حين يلينُ |
وتَرَى الكَرِيمَ يَعِزُّ حينَ يَهُونُ | وتَرَى اللئيمَ يَهُونُ حينَ يَهُونُ |
قاد المنايا والجيوشَ فأصبحتْ | وَلَها بِأرْشَقَ قَسْطَلٌ عُثْنونُ |
فتركتَ أرشقَ وهيَ يُرقى باسمها | صمُّ الصفا فتفيض منهُ عيونُ |
لَوْ تَستطيعُ الحَجَّ يَوْماً بَلْدَة ٌ | حَجَّتْ إليها كَعْبَة ٌ وحَجُونُ |
لاقاك بابكُ وهو يزئرُ فانثني | وزئيره قدْ عادَ وهو أنينُ |
لاقَى شَكائِمَ مِنْكَ مُعْتَصِمِيَّة ً | أهزلتَ جنب الكفرِ وهوَ سمينُ |
لمَّا رأى علميكَ ولى هارباً | ولِكُفْرِهِ طَرْفٌ عليهِ سَخِينُ |
وَلَّى وَلَمْ يَظلِمْ وهَلْ ظَلَمَ امرؤٌ | حَثَّ النَّجاءَ وخَلْفَهُ التنينُ!! |
أوقعتَ في أبرشتويمَ وقائعاً | أضحكنَ سنَّ الدينِ وهوَ حزينُ |
أوسعتهمْ ضرباً تهدُّ بهِ الكلى | وَيَخِفُّ مِنْهُ المَرْءُ وهْوَ رَكِينُ |
ضَرْباً كأشْدَاقِ المَخَاضِ وتَحْتَهُ | طعنٌ كأنَّ وجاءَهُ طاعونُ |
بَأْسٌ تُفَلُّ بهِ الصُّفُوفُ وتحتَه | رَأْيٌ تُفَلُّ بهِ العُقُولُ رَزِينُ |
أخْلَى جِلادُكَ صَدْرَه ولقَدْ برى | وفُؤَادُه مِنْ نَجْدَة ٍ مَسْكُونُ |
سَجنَتْ تَجَارِبُه فُضُولَ عُرَامِه | إِنَّ التَّجَارِبَ للعُقولِ سُجُونُ |
وعشية َ التلِّ انصرفتَ وللهدى | شوقٌ إليكَ مداورٌ وحنينُ |
عَبَأَ الكَمينَ لَهُ فَظَلَّ لِحَينِهِ | وكَمِينُه المُخْفَى عليهِ كَمِينُ! |
يا وقعة ً ما كانَ أعتقَ يومَها | إذْ بَعْضُ أَيَّام الزَّمانِ هَجِينُ |
لو أنَّ هذا الفتحَ شكٌّ لاشتفتْ | مِنْهُ القُلُوبُ، فكيفَ وهْوَ يَقِينُ |
وأخَذْتَ بابَكَ حائِراً دُونَ المُنَى | ومنى الضلالِ مياههُنَّ أجونُ |
طَعَنَ التَّلَهُّفُ قَلْبَهُ فَفُؤادُهُ | مِنْ غَيْر طَعْنِة فارسٍ مَطْعُونُ! |
ورجا بلادَ الروم فاستعصى بهِ | أَجَلٌ أَصَمُّ عن النَّجاءِ حَرُونُ |
هيهاتَ لمْ يعلمْ بأنكَ لو ثوى | بالصينِ لَمْ تَبْعُدْ عليكَ الصينُ |
مانَالَ ماقَدْ نَالَ فِرعَونٌ ولا | هامانُ في الدنيا ولا قارونُ |
فسيَشْكُرُ الإسلامُ ما أَوْلَيْتَهُ | واللهُ عنهُ بالوفاءِ ضمينُ |