أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أرأيتَ أي سوالف وخدودِ | عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ! |
أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ | عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ |
بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا | أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ |
وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ | وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ |
لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا | جبارُ قوم عندها بعنيدِ |
مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ | إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ |
إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ | سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ |
ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ | ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ |
أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها | بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ |
لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى | معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي |
شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي | وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي |
عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ | مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ |
حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا | للطيرِ عيداً من بات العيدِ |
هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ | حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ |
بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ | أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ |
حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها | أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ |
أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا | منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ |
بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ | من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ! |
يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني | بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي |
ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه | وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ |
ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً | كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ! |
أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها | وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ |
تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى | زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ |
إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ | نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ |
وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ | شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ |
كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما | خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ |
هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا | في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ |
إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ | لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ |
ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما | قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ |
فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ | آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ |
يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله | كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ |
أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي | زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ |
كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ | قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ |
فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ | والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ |
وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي | لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي |
هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا | قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ |
فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ | وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ |
وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا | ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ |
ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ | عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ |
نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة | لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ ! |
لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف | ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ |
لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ | تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي |
منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي | يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ |
أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها | فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ |
نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ | ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ |
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ | طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ |
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ | ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ |
لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ | للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ |
خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها | لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ |
حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً | بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ |
كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ | بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ |
كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ | بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ |
كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ | في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ |
يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي | بردائها في المحفل المشهودِ |
بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ | بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود |
كرقى الأوسادِ والأراقم طالما | نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود |