قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ | وإنْ عاد صبحي بعدهمْ وهوَ حالكُ |
وإنْ بَكَرَتْ في ظُعْنِهمْ وحُدُوجهِمْ | زَيانِبُ مِنْ أَحْبَابِنَا وعَوَاتِكُ |
سَقَتْ رَبْعَهُم لا بَلْ سَقَتْ مُنْتَواهُمُ | منَ الأرضِ أخلافِ السحابِ الحواشكُ |
وأَلْبَسَهُمْ عَصْبَ الرَّبيع ووَشْيَهُ | ويُمْنَتَهُ نَبْتُ النَّدَى المُتَلاحِكُ |
إذا غازلَ الروضُ الغزالة َ نشرتْ | زرابيُّ في أكنافهمْ ودرانكُ |
إذا الغَيْثُ سَدَّى نَسْجَهُ خِلْتَ أَنَّه | مَضَتْ حِقْبَة ٌ حَرْسٌ لَهُ وهْوَ حائِكُ |
أَلِكْنِي إلى حَي الأَرَاقِم إِنَّه | مِنَ الطائرِ الأحشَاءِ تُهْدَى المآلِكُ |
كلوا الصبرَ غضاً واشربوهُ فإنكم | أثرتمُ بعيرِ الظلمِ والظلمُ باركُ |
أَتاكُمْ سَليلُ الغَاب في صَدْرِ سَيْفِه | سناً لدجى الإظلامِ والظلمُ هاتكُ |
إذا سيلَ سدَّ العذرُ عنْ صلبِ مالهِ | وإنْ همَّ لمْ تسدرْ عليهِ المسالكُ |
ركوبٌ لأثباجِ المتالفِ عالمٌ | بأنَّ المعالي دونهنَّ المهالكُ |
أَلَحَّ وماحَكْتُمْ وللقدَرِ الْتَقَى | غريمانِ في الهيجا ملحٌّ وماحكُ |
هُوَ الحارِثُ النَّاعي بُجَيْرَاً وإنْ يُدَن | لهُ فهوَ إشفاقاً زهيرٌ ومالكُ |
رَقَاحيُّ حَرْبٍ طالَما انقَلَبتْ له | قساطلُ يومِ الروعِ وهي سبائكُ |
ومستنبطٌ في كلِّ يومٍ منَ الغنى | قليباً رشاآها القنا والسنابكُ |
مطلٌّ على الآجالِ حتى كأنهُ | لصرفِ المنايا في النفوسِ مشاركُ |
فما تتركُ الأيامُ منْ هوَ آخذٌ | ولا تَأْخُذُ الأيَّامُ مَنْ هُوَ تَارِكُ |
صفوحٌ إذا لمْ يثلمِ الصفحُ حزمهُ | وذو تدرإٍ بالفاتكِ الخرقِ فاتكُ |
رَبيبُ مُلُوكٍ أَرْضَعَتْهُ ثُدِيَّها | وسِمْعٌ تَرَبَّتْه الرجَالُ الصَّعالِكُ |
ولوْ لم يكفكفْ خيله عركتكمُ | بأثقالها عركَ الأديمِ المعاركُ |
ولَوْلاَ تُقَاهُ عادَ قَيْضاً مُفَلَّقاً | بأدحيهِ بيضٌ الخدورِ الترائكُ |
ولا صْطُفِيَتْ شَوْلٌ فَظلَّتْ شَوَارِداً | قرومُ عشارٍ ما لهنَّ مباركُ |
إذَاً لَلَبِسْتُمْ عَارَ دَهْر كأَنَّما | لياليهِ منْ بينِ الليالي عواركُ |
ولاجتُذِبَتْ فُرْشٌ مِنَ الأَمْنِ تَحْتَكُمْ | هيَ المثلُ في لينٍ بها والأرائكُ |
ولَكنْ أبَى أنْ يُسْتَبَاحَ بِكَفّهِ | سنامكمُ في قومكمْ وهوَ تامكُ |
وأنْ تصبحوا تحتَ الأظلِّ وأنتمُ | غَواربُ حَيَّيْ تَغْلِبٍ والحَوَارِكُ |
فَتَنْجَذِمَ الأسْبابُ وهْيَ مُغَارَة ٌ | وتَنقطِعَ الأَرْحَامُ وَهْي شَوَابِكُ |
فَلاَ تَكْفُرُنَّ الصَّامِتيَّ مُحَمَّداً | آياديَ شفعاً سيبها متادركُ |
أهبَّ لكمْ ريحَ الصفاءِ جنائباً | رُخاءً وكانَتْ وهْيَ نُكْبٌ سَوَاهِكُ |
فرد القنا ظمآن عنكمْ وأغمدتْ | على حرها بيضُ السيوفِ البواتكُ |
وآبَ على سَعدِ السُّعُودِ بِرَحْلِه | عتاقُ المذاكي والقلاصُ الرواتكُ |
غدا وكأنَّ اليومَ منْ حسنِ وجههِ | وقَدْ لاحَ بَيْنَ البِيضِ والبَيْض ضاحِكُ |
حَيَاتُكَ للدُّنيا حَياة ٌ ظَليلَة ٌ | وفَقْدُكَ للدُّنَيا فَنَاءٌ مُوَاشِكُ |
متى يأتكَ المقدارُ ولا تدعَ هالكاً | ولكنْ زمانٌ غَالَ مِثْلكَ هالِكُ |