لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ | و لا قشيبٌ فيستكسى ولا سملُ |
عدلٌ من الدمعِ ان يبكي المصيفَ كما | يبكى الشبابُ ويبكى اللهوُ والغزلُ |
يمنى الزمانِ طوت معروفها وغدت | يُسْراهُ وهْيَ لنا مِنْ بعدِها بَدَلُ |
ما للشتاءِ ولا للصيفِ من مثلٍ | يَرْضَى به السَّمْعُ إلاَّ الجُودُ والبخلُ |
أما ترى الأرضَ غضبي والحصى قلِقٌ | و الأفقَ بالحرجفِ النكباءِ يقتتلُ |
من يزعم الصيفَ لم تذهب بشاشتهُ | فغيرُ ذلكَ أَمسَى يَزعمُ الجَبَلُ |
غدا لهُ مغفرٌ في رأسهِ يققٌ | لا تهتك البيضُ فوديهِ ولا الأسلُ |
اذا خراسانُ عن صنبيرها كشرت | كانت قياداً لنا أنيابهُ العضلُ |
يُمْسِي ويَضحِي مٌقيماً في مَبَائِتِه | وَبَأسُهُ في كُلَى الأَقوامِ مُرْتَحِلُ |
من كان يجهلُ منهُ جدَّ سورتهِ | في لاقريتين وأمرُ الحقِّ مكتهلُ |
فما الضُّلوعُ ولا الأَحشَاءُ جاهِلَة ٌ | و لا الكلى أنهُ المقدامة ُ البطلُ |
هذا ولم يَتَّزِر لِلحرْبِ دَيْدَنَهُ | و أيُّ قرنٍ تراهُ حين يشتملُ |
إنْ يَسَّرَ اللَّه أَمراً أَثمَرتْ معه | من حيثُ أورقتِ الحاجاتُ والأملُ |
فما صلائي ان كان الصلاءُ بها | جمرَ الغضا الجزلِ الا السيرُ والابلُ |
المُرضِياتُك ما أَرغمتَ آنُفَها | و الهادياتك وهي الرشدُ والضللُ |
تقرّبُ الشقة َ القصوى أذا أخذت | سِلاحَها وَهُو الإرقالُ والرَّمَلُ |
إِذَا تَظَلَّمْتَ مِن أَرضٍ فُصِلْتَ بها | كَانَتْ هي العِزُّ إِلاَّ اَنَّها ذُلُلُ! |