قَطّعتُهُ يوماً، وليسَ يُطيعُهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قَطّعتُهُ يوماً، وليسَ يُطيعُهُ، | هيهاتَ إنّ قَناتَه لم تُمضَغِ |
ظلتْ تخوفني لقاءَ منيتي ، | فأُحِلُّها، يا هندُ ممّا أبتَغي |
وأطَلتِ بي سفَرَ المَلامَة ِ والأذى ، | فاثني الرّكابَ هُنيدَ إن تتَبَلّغي |
صيري إلى عذري فإني مشترٍ | بالجودِ من جودِ الإلهِ الأسبَغِ |
يا من يناجي صعبة ً في نفسهِ ، | و يدبُّ من تحتِ الأفاعي اللدغِ |
ويَبيتُ يُنهِضُ زَفرَة ً في صَدرِهِ | مني ، فإن دميتْ جراحي يولغِ |
ويَظلُّ مُنتَهكاً لعِرضي آمِناً، | ويُسَرُّ حينَ يخافُ حُسنَ المَربغِ |
نغِلَتْ ضَمائرُ صدرِهِ من دائِهِ، | نَغَلَ الإهابِ معَطَّلاً لم يُدبَغِ |
لا تَبتَغي منّي التي لا أبتَغي، | إن كنتَ مشغولاً بشأني فافرغِ |
أنهاكَ غيرَ معاتبٍ عن خطة ٍ ، | حزنٍ مقومة ٍ زيوغَ الزيغِ |
عندي لأبناءِ السخائمِ وطأة ٌ | ترمي رؤوسهمُ ، إذا لم تدمغِ |
و يخافُ شيطانُ النفاقِ مواقفي ، | وإذا رکني حاضراً لم يَنزَغِ |
يعطي العنانَ ، إذا رآهُ ، رأسهُ | طَوعاً ويُعطي سوطَه ما يَبتَغي |
و كانما شقتْ عليهِ غلالة ٌ | بيضاءُ من زبرِ الحديدِ المفرغِ |
وتَخالُه، يومَ الرّهانِ، غَمامة ً، | خَطَرَتْ بريحٍ في غَمائمَ فُرَّغِ |
و مهنداً من عهدِ عادٍ صارماً ، | إن يَطّلِبْ إتلافَ نَفسٍ يَبلُغِ |
يَلقَى الضّريبَة َ حَدُّهُ فَيقُدُّها | قدَّ الأديمِ ومتنهُ لم يضبغِ |
هذا إلى ضافي الذُّيولِ مُضاعَفٍ | كالسَّلخِ من قُمُصِ الحديدِ مسبَّغِ |
وقضيبِ نَبعٍ كالشُّجاعِ معطَّفٍ | لرسائلِ الموتِ الزعافِ مبلغِ |
يحدو إليّ قذاذة ً مقذوذة ً | قذَّ الحواجبِ ، بالدماءِ مولغِ |