طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ، | و قسا عليهِ ، فليسَ يرحمُ دهرهُ |
و اللهِ ما خانتكَ سلوة ُ عينيهِ ، | وفؤادُهُ يَهوى سواكَ يَسُرُّهُ |
عُذِرَ القَتيلُ بحُبّها، لكنّ مَن | قد عاشَ بعدَ فراقها ما عذره |
و يقولُ لم أهجرْ ، بلى ، إذ بنتمُ ، | أوَلَيسَ يُشبِهُ بينَ صَبٍّ هجرُه |
قد طالَ عَهدي بالإمامِ وأُخلِفَتْ | أسبابُ وعدٍ كادَ يدرسُ ذكره |
ظلتْ تحاربني العوائقُ دونهُ ، | و تمدني ، أمدٌ طويلٌ صبره |
والله يَقضِي ما يَشاءُ بخَيرِهِ، | من حيثُ لا تدري ويدري أمرهُ |
ملكٌ تواضعتِ الملوكُ لغرهِ ، | قسراً، وفاضَ على الجداولِ بحرُه |
وكأنّما رُفعَ الحِجابُ لناظِرٍ، | عن صُبحِ ليلٍ قَد تَوَقّدَ فَجرُه |
و تراهُ في ليلِ السرى وكأنه | نارٌ يقلبُ طرفهُ ويقره |
و غذا بدا ملأ العيونَ مهابة ً ، | فتَظَلُّ تَسرِقُ لحظَها وتُسِرُّه |
و كأنما يهتزُّ ، بينَ ثيابهِ ، | نصلٌ يلوحُ بصفحتيهِ أثره |
و يجيشُ نارُ الحربِ تحتَ عقابها ، | و الموتُ في صرفِ الفوارسِ جمرهُ |
و تراهُ يصغي في القناة ِ ، بكفهِ ، | نجماً ، ونجماً في القناة ِ يجره |