سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ، | و اية ُ سوقٍ شوقها لا يعودها |
و سارَ مسيرَ الشمسِ لم تبقَ بلدة ٌ | منَ الأرضِ إلا نحو أخرى يريدها |
و شيعهُ قلبٌ جريٌ جنانهُ ، | و نفسٌ كأنّ الحادثاتِ عبيدها |
خليليّ ! هذي دارُ شرة َ ، فاسألا | مغَانِيَهَا، لو كان ذاك يُعيدُها |
خلت وعفت إلاّ أثافٍ كأنها | عوائدُ ذي سقمٍ بطيءٌ قعودها |
و حربٍ لو انّ الله يرمي بجمرها | شماريخَ رضوى زلزلتها جنودها |
يُسعّرُها أبطالُها بصوارِمٍ، | ويَفلِقُ بيضاتِ الحديدِ حديدُها |
ومصقولة ِ الأطرافِ حمرٍ كُعوبُها، | سريعٍ إلى نَفس الكَميّ وُرودُها |
شَهِدتُ، فأوطأتُ الخُيولَ كأنّها | مُفلَّقَة ُ الهاماتِ، حمرٌ جُلودُها |
بعسكر أبطالٍ تَبِيتُ كُماتُه، | وإن نزَحت عنه، قليلاً هُجُودُها |
وليلٍ يَودُّ المُصطَلونَ بنارِهِ، | لو انهمُ حتى الصباحِ وقودها |
يُقِيمُ بِبِيضِ المَشرَفيّاتِ والقَنَا | وِراثَة َ مَجدٍ قد حَمَتْها جُدُودُها |
إذا لبسوا من ذا الحديدِ غلائلاً ، | وهَزّوا رِماحَ الخَطّ حمراً عُقودُها |
هناكَ تُلاقي الصَّبرَ ضَنكاً طريقُهُ، | و جندَ المنايا شارعاتٍ بنودها |