أنزلتُ من ليلٍ كظلّ حصاة ِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنزلتُ من ليلٍ كظلّ حصاة ِ ، | ليلاً كظلّ الرمحِ ، وهو مؤاتِ |
وتُحارِبُ الانسانَ عِدّة ُ عَقلهِ، | لحوادثِ الدّهرِ الذي هوَ آتِ |
ولقَد عَلِمتُ بأنّ شُربَ ثلاثة ٍ | درياقُ همٍّ مُسرعٍ بنَجاة ِ |
فاشرب على قرنِ الزمانِ ، ولا تمت | أسفاً عليهِ ، دائمَ الحسراتِ |
وانظُر إلى دُنْيا ربيعٍ أقبلَت | مثلَ النّساءِ، تبرّجت لزُناة ِ |
و غذا تعرى الصبحُ من كافوره | نَطَقَت صُنوفُ طيُورِها بلُغاتِ |
و الوردُ يضحكُ من نواظرِ نرجسٍ | فديت وآذنَ حبها بمماتِ |
فتتوّجَ الزّرعُ السنيُّ بسُنبُلٍ، | غضِّ الكمَائمِ أخضرِ الشّعراتِ |
و الكمأة ُ الصفراءُ بادٍ حجمها ، | فبكُلّ أرضٍ مَوسِمٌ لحيَاة ِ |
فكأنّ أيديهم ، وقد بلغَ الدجى ، | يَفحَصن في المِيقاتِ عن هاماتِ |
وتَظلُّ غِربانُ الفَلا، فيما ادّعت، | يأكُلنَ لحمَ الأرض مُبتدراتِ |
والغيثُ يُهدي الدمعَ، كلَّ عشيّة ٍ، | لغيومِ يومٍ لم يحط بنباتِ |
و ترى الرياحَ إذا مسحنَ غديره ، | صَقّلنَهُ، ونَفَينَ كلَّ قَذاة ِ |
ما غنْ يزالُ عليهِ ظبيٌ كارعٌ ، | كتطلعِ الحسناءِ في المرآة ِ |
و سوابحٌ يجذفنَ فيه بأرجلٍ | سكنت عليه بكثرة ِ الحركاتِ |
فتخالُهُنّ كرَوضَة ٍ في لُجّة ٍ، | و كأنما يصفرنَ من قصباتِ |
ويُغَرّدُ المُكّاءُ في صَحرائِهِ، | طرَباً لتَرنيحٍ مِنَ النّشَواتِ |
يا صاحِ غادِ الخندريس ، فقد بدا | شِمرَاخُ صُبْحٍ لاحَ في الظلُماتِ |
والرّيحُ قد باحتْ بأسرارِ النّدى ، | وتنفّسَ الرّيحانُ بالجَنّاتِ |
شفعْ يد الساقي وطيبة َ مائهِ ، | في السكرِ كل عشية ٍ وغداة ِ |
و معشقِ الحركاتِ يحلو ، كله | عذبٌ ، غذا ما ذيقَ في الخلواتِ |
ما غن يزالُ ، غذا مشى متمنطقياً ، | بمنَاطِقٍ مِن فِضّة ٍ قَلِقاتِ |
فكأنهُ مستصحباً صناجة ً ، | في حَضرة ٍ من كثرة ِ الجَلَباتِ |
طالبته بمواعدٍ ، فوفى بها ، | في زورة ٍ كانت من الفلتاتِ |