ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ليتَ لي أن أعيشَ في هذهِ الدنيّا | سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي |
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ | بينَ الصنوبّر الميّادِ |
ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ | نفسي عن استماعِ فؤادي |
أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي | لحديثِ الآزال والآبادِ |
وأغنيّ مع البلابل في الغابِ، | وأصغيِ إلى خرير الوادي |
وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ | والنّهرَ، والضّياءَ الهادي |
عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها | بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي |
لا أعنِّي نفسي بأحزانِ شعبي | فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ! |
وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي | من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ |
وبعيداً عن المدينة ، والنّاس، | بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي |
فهو من معدنِ السّخافة والإفك | ومن ذلك الهُراء العادي |
أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي | وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي |
وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ | وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟ |
هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي | وأدعُو لمجدها وأنادي |