أرشيف المقالات

الخير موجود - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
عند بزوغ الشر وتفشي البغي، وظهور الزبد على السطح، يظن البعض أن الخير قد زال أو انعدم، وأن الفطر قد تلوثت، والنفوس قد تدنست، وحينئذ يصير التصرف الأسهل أن يركن المرء إلى تعميم تلك النظرة، ويختار الإياس من البحث عنه..
البحث عن الخير.

ولو أنه أتعب نفسه بعض الشيء وحمل هم التفتيش عنه في الفطر والنفوس، التي قد يكون الران قد علاها فتوارى خيرها خلف جدر النكت السوداء، ولو أنه ترجم هذا الهم إلى فكر، ثم حول الفكر إلى ابتكار، وسعي وبدأ في التنقيب عن الخير، والبحث عن النور الماكث خلف جدر الشبهات والشهوات، والظنون والاتهامات والفزاعات فإنه سيجده بإذن الله سيجده..

فالخير موجود لا ينقطع عن هذه الأمة بفضل الله، قد يتوارى ولكنه موجود، قد يحتجب خلف سحائب الباطل لكنه موجود ماكث في الأرض، متجذر فيها والزبد المنتفش الرابي هو إلى جفاء، تلك هي الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى واستسهل من استسهل..

قبل أن تقرر أن الناس قد هلكوا فتكون أهلكهم، وقبل أن تجزم أنه لا أمل فيهم، وتقنط وتقنّط من لم يقنط من الإصلاح
حاول، جرب، ابذل وسعك وفكر وابتكر..

نقب عن ‫(‏الفطرة) وابحث عن ‫(الخير) و(‏الحق) و(‏الجمال) وأتعب نفسك في البحث عن تلك الأنوار فيما حولك وفيمن حولك، واصدق الطلب وثق أنك ستجدها في النهاية وإن بعدت وتوارت واحتجبت، بإذن الله ستجدها.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١