أرشيف المقالات

وداعاً أيتها الفاتنة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .


ذَهَبَتْ إلى كتاب التاريخ وهي تتهادى بأجمل ملابسها، تجر وراءها الحكايات والقصائد والأحباب، وذلك بعد أن تعطرت بدماء الأحرار.

أخذت المكان الذي يليق بها بين السنوات العظيمة..

إنها سنة ٢٠١١م

سنة "ارحل"، سنة "الشعب يريد"، سنة "البوعزيزي"، سنة "الشارع الذي أرعب القصر".

سنة تحوّل فيها العالم العربي إلى (خبر عاجل) تنقله كل شاشات العالم.

سنة (البلطجية والشبيحة) و(المندسين والأجندة) و(الأصابع الأجنبية).

سنة الهواتف المحمولة واليوتيوب والفيسبوك: إعلام جديد أربك الإعلام التقليدي.

سنة تويتر..
و١٤٠ حرفاً تفعل ما لا تفعله ملايين الكلمات التي تبث عبر قناة رسمية غبية، وتكتب عبر صحيفة حكومية لم تتغيّر لغتها منذ نصف قرن.

إنها سنة ٢٠١١م الباهرة / الطاهرة..
السنة التي أعادت ليوم " الجمعة " هيبته وطهره.

إنها سنة ٢٠١١م الباهرة / الثائرة..
سقطت نُخب، وولدت نُخب جديدة.
سقط جدار ضخم، اسمه: "الخوف".
سقط جدار أضخم..
موجود في العقل العربي.

وفجأة، ودون مقدمات، يكتشف السياسي العربي أنه يحكم جيلاً لا يعرفه، ويتحدث بلغة لا تشبه اللغة التي ربَّى الرعية عليها، لهذا قال مرة: "أنا فهمتكم" وهو يدّعي الفهم، وفي المرة التالية كان صريحاً وقال بحماقة سيسجلها التاريخ: "من أنتم"؟

وداعاً أيتها الفاتنة، وعوضنا الله عنك بغيابك بسنة رائعة..
تعود فيها الحقوق لأصحابها، ويهزم العدل الظلم ، وتفضح الحقيقة الزيف، وتتنفس الناس بحريّة وتعيش أيامها بكرامة، وتتحقق أحلامها المشروعة..
أما أنتِ فاذهبي إلى المكان اللائق بك..
وعندما تفاخر كل سنة بنفسها أمام السنة الأخرى، تبختري وتدللي، وقولي لهن بكل فخر: "أنا أجمل منكنّ جميعًا"..
"أنا سنة الحرية"..
"أنا ٢٠١١م".

ستظلين: "السنة الفاتنة"..
حتى وإن قال البعض: "سنة الفتنة "!


محمد الرطيان
 

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير