أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى | وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ |
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي | وغامَ من فوقِك الغمامْ |
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي | خواطراً، كلّها ضرامْ |
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ | وظلمة ٍ، ما لها ختام |
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً | قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ |
وطاردتْ نفسَك المآسي | وفرَّ من قلبِك السّلامْ |
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى | إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ |
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو | وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ |
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي | وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم |
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ | برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ |
وكلُّنا في الحياة أعمى | يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ |
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا | كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ: |
يا صاح! إن الحياة قفرٌ | مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ |
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ | عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ |
وأسعدُ النّاس فيه أعمى | لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ |
ولا يرى أنفس البرايا | تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ |
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ | فيها بألْحَانِكَ العِذابْ |
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي | من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ |