لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها | كَحَلَ الظلامُ بنورها أجفاني |
جادَ الزنَّادُ بِعُشْوَة ٍ فتَخيّرتْ | قَصَرَ الجفيفة ِ بعد طول زمان |
شعواءُ باتتْ ترمحُ الريح التي | أمستْ تجاذبها شليل دخان |
وكأنَّما في الجوّ منهما راية ٌ | حمراءُ تخفق، أو فؤاد جبان |
أقبلتها من وجه أدهم غُرَّة ً | فأرتك كيف تقابلَ القمران |
في ظلّ منسدل الدجى جارتْ به | عيني التي هُدِيتْ بأذن حصاني |
لله واصفة ٌ مَعَرَّسَ سادة ٍ | وهناً لعينك باضطراب لسانِ |
نزلوا بأوطان الوحوش وما نبا | بهمُ زمانهمُ عن الأوطانِ |
خطّافة الحركات ذات مساعرٍ | حملت جفونَ مراجلٍ وجفان |
كالبحر أعلاها اللهيبُ وقعرها | جمرٌ كمثل سبائك العقيان |
تَشوي اللطاة َ على سواحل لجها | للطارقين شواءة اللحمان |
من كلّ منسكب السماحة يلتظي | في كفّه اليمنى شواظُ يماني |
وإذا ابن آوى مدّ ذات رُنُوِّهِ | كَحَلَتْهُ بابنِ حَنِيَّة ٍ مرنان |
متوسّدين بها عبابَ دروعهم | إنّ الدروع وسائدُ الشجعان |
يتنازعون حديثَ كلّ كريهة ٍ | بكرٍ تصالوا حرّها وعوانِ |
صرعوا الأوابدَ في الفدافد بالقنا | وخواضب الظلمان في الغيظان |
من كلّ وحشيّ يُسابقُ ظِلّهُ | حتى أتاه مسابقُ اللحظانِ |
صِيدٌ إذا شهدوا النديّ همى الندى | فيه ونيط الحسن بالإحسان |
من كلّ صَبِّ بالحرُوبِ حياتُهُ | مشغوفة ٌ بمنيّة ِ الأقران |
في متن كلّ أقبّ تحسبُ أنه | برقٌ يصرِّفه بوَحْي عنان |
وإذا تضرّمتِ الكريهة واتقى | لفحاتها الفرسان بالفرسان |
وثنى الجريحُ عنانه فكأنَّما | خُلعتْ عليه معاطف النشوان |
وعلى الجماجم في الأكفّ صوارمٌ | ففراشها بالضرب ذو طيران |
قدّوا الدروعَ بقضبهم فكأنما | صبّوا بها خُلُجاً على غدران |
وَأرَوْكَ أنَّ من المياه مَناصِلاً | طُبعَتْ مضاربها من النيران |