أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ | أشامَكَ من أشْبَهْتَ حُسْنُ ابتسامه |
وهلْ بِتْ منْعِ مُسْتعيرا أناملاً | تشيرُ إلينا حُمْرها بسلامه |
وكيفَ يشيمُ البرقَ مَنْ باتَ جَفْنُهُ | إلى الصبح مكحولاً بطولِ منامه |
أمنْ بردتْأنفاسه من سُلوّهِ | كمن حميت أحشاؤه من غرامه |
غزالٌ سقيم الطرفِ أفنيتُ صحتي | ولم تغنِ شيئاً في علاجِ سقامه |
وغصنٌ، ذبولي في الهوى باخضراره | وبدرٌ، مُحاقي بالضنا من تمامه |
ولوْ شئتُ عَقْدَ الخصرِ منه لحضْني | عليه تثني خيزران قوامه |
يصدّ بوردٍ فوقَ خدّ كأنهُ | يقبّلهُ صدغٌ بِعَطْفهِ لامه |
وَمُسْتَوْطَنٍ كُورَ النّجيبِ بِعَزْمِهِ | وطارَ له في القفْرِ وَحْيُ زِمَامِهِ |
تزاحمُ هماتُ العلا في فؤاده | وغُرّ المعاني في فصيح كلامه |
وفي المَيْسِ مَيّاسٌ بإيجافِ سَيْرِهِ | رجومٌ بأجواز الفلا بلغامه |
إذا ثار صكّ الصدر بالخف شِرّة ً | |
فما زال سهبُ الأرض قوتاً لأرضه | ولا انفكّ قوتُ الرحل شحمَ سنامه |
وأعملتهُ بدراً ولكنُ رددته | هلالاً، مشى فيه مُحاقُ المهامهِ |
وَمَرّتٍ يَطولُ سَفْرَهُ بِنَفاذِهِ | أُتيحَ له مُسْتَنّجِدٌ باعْتزامِهِ |
إذا صرصرُ الأرواحِ أغشتهُ صرَّها | شوى الوجهَ منها حرُّهُ باحتدامه |
يبلّ صَدَى الأرْماق في القيظ رَكبُهُ | بِمُلْتَقَطٍ يثْنِي القَطَا عن جمانِهِ |
تمزَّقُ عنه الكفُّ جلبابَ عرمضٍ | فيبدو كنورِ الصّبْح تحتَ ظلامِهِ |