أرشيف المقالات

البريد الأدبي

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
القصة في الأدب الصيني تناولت مجلة الأخبار الأدبية (نوفيل لترير) في عددها الأخير ذكر كتاب صدر أخيراً في باريس بالفرنسية عن (القصة الصينية) بقلم كاتب صيني هو مسيو (أواتاي).
والقصة الصينية حديثة النشأة؛ وكانت القصة حتى عصرنا تعتبر في الأوساط الأدبية الصينية ضربا من العبث؛ وكان التاريخ والشعر والفلسفة وحدها تعتبر خليقة بجهود العلماء وذوي الذوق الحسن.
أما كتابة الحوادث والمغامرات الخيالية، فقد كانت تعتبر خفة لا تليق برزانة العلم والأدب، وكانت تترك لصغار الكتاب والمتأدبين.
أما اليوم فان الأدب الصيني يقتفي أثر الآداب الغربية في تقدير القصة ويتجه إليها، ويخرج في ميدانها أثاراً شائقة جديرة بالاهتمام. على أن ما أخرج الأدب الصيني في ميدان القصة في القرن الماضي ليس مما يخلق إغفاله والحط من شأنه.
صحيح انه لم يصل في السعة والتنوع إلى ما وصل إليه القصص الغربي، ولكنا نستطيع أن نحصى منه مع ذلك كثيراً من الآثار الشائقة الجميلة.
وقد ظهرت بعض هذه الآثار في أوربا مترجمة إلى الألمانية والفرنسية والإنكليزية، فاستطاع العالم الغربي أن يقف على صفوة الأدب القصصي الصيني.
ويقول مسيو (أواتاي) في مقدمته إن القصة الصينية ترجع في أصلها إلى الحكايات والأساطير الدينية.
ففي العصور الغابرة كان الشعب يشهد ظواهر الطبيعة الخارقة فلا يستطيع أن يدرك كنها ويعتقد أنها فوق مقدرة البشر، ثم يحاول أن يفسرها ويفهمها في شروح وأقوال غدت أصل الأساطير الصينية، ومن ثم تجيء أهمية عنصر السحر في القصة الصينية.
وقصص السحر هي اقدم واغرب ما في الأدب الصيني من عنصر القصص، ثم تجيء بعد ذلك القصة التاريخية أو التي تقوم على بعض حوادث التاريخ، ثم القصة العاطفية، ثم القصص الإباحى؛ وقد كان هذا النوع مما يطارد ويحرق، ولكن نجا منه الكثير. ومن أحب القصص إلى الذوق الصيني، ذلك الذي يعالج (المعرفة) وتعرض فيه المعلومات والمعارف الغربية، في صور قوية واضحة من البيان والعبارات الرشيقة.
وللقصص الساخرة مكانة أيضاً، ولكن معظمها سياسي، ويرمي إلى بث دعوة معينة.
أما قصص المغامرات الشائقة والحب والبطولة فقد ظهرت حديثاً ولم تتقدم إلا في القرن التاسع عشر؛ ومنها آثار خطيرة فياضة بالمخاطرات والعجائب. وقد كان هذا التراث كله مغموراً حتى هذا العصر، ولكن الجيل الفتى يقبل عليه اليوم ويستكشفه، ويتذوق ما فيه من كنوز الطرافة والخيال والجمال.
بل لقد أنشئت في الجامعات الصينية دراسات للقصص القديم، وهو ما لم يكن يتصور منذ خمسين عاماً. أزمة الأدب يظهر أن أزمة القراءة والكتب أخذت تشغل الأذهان في جميع الأمم المتمدنة؛ فقد ضعفت حركة القراءة وركدت ريح الأدب والكتب في الأعوام الأخيرة بدرجة محسوسة.
وكان للراديو والسينما أثر كبير في ذلك التطور.
وقد رأت الحكومة الإيطالية أن تعالج هذه الأزمة بالدعوى إلى القراءة عن طريق الراديو وإثارة الاهتمام بالآداب الإيطالية القديمة.
ونشرت إحدى الصحف الأدبية الفرنسية فصلاً في ذلك الموضوع نوهت فيه بانحلال الذوق الأدبي، وانشغال الهيئات العلمية والأدبية بتنظيم الحفلات وتوزيع الجوائز، وإغفال الحكومة لكل ما يذكى شغف القراءة ويصقل الذوق الأدبي، حتى إنها لم تفكر يوماً في أن تنشى (وزارة للآداب) تقوم بالإشراف على الحركة العقلية، مع أنها تقوم بالإشراف على إدارة الشرطة وإدارة الجمارك.
وتخلى الحكومة عن هذه المهمة يحول دون القيام بأي حركة منظمة لتوجيه الحركة الأدبية، وإحياء الذوق الأدبي بعد أن تولاه الذبول والضعف.
ويرى الكاتب أن تنظيم المكتبة من أنجع الوسائل لمعالجة هذا المشكل، ويقترح ان تعنى إدارة معرض باريس الكبير الذي سيقام في سنة 1937، بإنشاء مكتبة نموذجية يكون فيها من الطرافة وحسن الابتكار والتنسيق ما يذكى شغف القراءة ويبعث إلى الذوق الأدبي حياة جديدة. حرارة الأزهار نذكر أن العلامة الهندي جاجاديس بوز صاحب نظرية (حس النبات) زار القاهرة منذ بضعة أعوام، وعرض تجاربه العلمية النباتية على جمهرة العلماء والمثقفين؛ ورأى النظارة الذين شهدوا تجاربه كيف يرتجف النبات ويتأثر بمختلف العوامل، والآن يتقدم العلامة الفرنسي، بلار نجم، الذي قضى حياته في دراسة خواص النبات إلى أكاديمية العلوم الفرنسية بنتيجة مباحثه عن (حرارة الأزهار). ويرى العلامة بلارنجم ان الأزهار كالإنسان والحيوان، يمكن ان تصاب بالحمى، وان حرارتها تختلف باختلاف درجة نموها وباختلاف الوقت.
فمثلا يبدي معظم الأزهار حرارة اعلى من حرارة محيطها ببضع درجات، وتبلغ بعض الأزهار أقصى درجة حرارتها بين الساعة العاشرة والظهر.
ولبعض الأزهار مثل النرجس واليقطين والهندباء أوقات تصاب فيها بالحمى، ويلاحظ مسيو بلارنجم أيضاً، أن الأزهار المذكورة في النباتات المزدوجة، أي التي تحمل أزهارها المذكرة وأزهارها المؤنثة كل على أعواد مختلفة، وفي النباتات الفردة، أي التي تحمل أزهارها مختلطة على نفس العود اكثر حرارة من الأزهار المؤنثة في نفس الشجرة.
وهنالك أيضاً تختلف درجة الحرارة فيها باختلاف مواضعها؛ وغير ذلك من المشاهدات والحقائق المدهشة. فلوبير والمسرح لما وضع القصصي الفرنسي الكبير فلوبير قصته الشهيرة (مدام بوفاري) فكر أحد كتاب المسرح في اقتباسها وتقديمها للتمثيل، ونفذ فكرته بالفعل، وقدم الرواية إلى المسرح، وأرسل إلى فلوبير يستأذنه، فأبى بشدة أن يأذن له، وكان فلوبير قد عاف المسرح وحقد عليه، مذ فشلت قصته (الطالب) حين مثلت لأول مرة.
واستمر فلوبير يعارض كل اقتراح بتمثيل (مدام بوفاري) حتى وفاته. ولكن حدث بعد وفاته، أن ابنة أخيه ووارثته مدام جرول صرحت لأحد كتاب المسرح باقتباس بعض المناظر من مدام بوفاري لكي تمثل على المسرح، وكان ذلك سنة 1906.
ولكن القطعة لم تشتهر يومئذ، ولم تلق نجاحا يلفت الأنظار. ومنذ أشهر قلائل عادت (مدام بوفاري) تلفت أقطاب السينما، وانتهى الأمر باقتباسها للشاشة البيضاء، وتلحينها للسينما الناطقة.
ولن تمضي اشهر أخرى حتى يستطيع المعجبون بأدب فلوبير يشهدوا اعظم قصصه، وقد أخرجت في ثوب مسرحي بعد كتابتها نحو تسعين عاماً. ويقال أيضاً إن قصة فلوبير التاريخية (سلامبو) ستظهر قريباً على المسرح السينمائي، وان العمل يجري بالفعل لإخراجها في وقت قريب. أمير شرقي شاعر في البريد الإنجليزى الأخير إن صاحب السمو نظام حيدر آباد عميد الأمراء المستقلين في الهند، واعظم رجالات المسلمين فيها ينظم الشعر ويجيده.
وعما قريب يصدر في الهند الجزء الأول من ديوان سموه، وفيه قصيدة مطولة في مولد المسيح. المستشرق شخت وصل إلى القاهرة الأستاذ شخت ليشغل كرسي أستاذ فقه اللغة واللغات السامية بكلية الآداب بالجامعة المصرية خلفا للأستاذ شادة الذي انتهى عقدة وعاد إلى جامعة همبرج. والأستاذ شخت أحد تلاميذ المستشرق الكبير المرحوم برجستراسر وقد درس اللغة العربية بجامعة برسلاو وعين مدرساً في جامعة فريبرج فاستاذاً بجامعة كونسبرج، ثم وقع اختيار الجامعة المصرية عليه ليشغل كرسي اللغات السامية. وقد طاف الأستاذ شخت بلاد الشرق في طلب المخطوطات المجهولة فتمكن من العثور على عشرات الكتب في تاريخ العلوم الإسلامية ونشرها بعد أن ترجم بعضها إلى اللغة الألمانية منها: 1 - رسالته في كتاب الحيل والمخارج للخصاف وقد حصل بها على دكتوراه من جامعة برسلاو في عام 1925. 2 - ترجمة وشرح كتاب الحيل في الفقه للقزويني والمقارنة بينه وبين الحيل الحنفية. 3 - المخارج للأمام محمد بن الحسن الحنفي. 4 - كتاب الشروط للطحاوي. 5 - كتاب جالينوس في الأسماء الطبية وقد اشترك مع الدكتور ماكس مايرهوف في ترجمته وشرحه وتقديمه. 6 - كتاب بالألمانية عنوانه: مجموعة متون إسلامية.
وفي هذا الكتاب جمع كثيراً من تاريخ العلوم الإسلامية.
مبتدئاً بالأحاديث النبوية ومنتهيا برسالة التوحيد للشيخ محمد عبدة. 7 - كتاب ملتقى الأبحر للشيخ إبراهيم الحلبي، وقد كان أصل هذا الكتاب عند المستشرق المرحوم برجستراسر ولم يتم شرحه وتقديمه. 8 - أخبار القضاة لوقع. جورج دوهامل مرشح الأكاديمية منذ أشهر خلا بالأكاديمية الفرنسية كرسي بوفاة صاحبه المسيو كاميل جوليان المؤرخ الكبير.
وقد تقدم للحلول في كرسيه عدة من مشاهير العلماء مثل الأستاذ شارليتي مدير جامعة باريس، ومسيو ركولي المؤرخ، ومسيو ليون بيرار الكاتب الشهير، ولكن أحداً منهم لم يظفر بالعدد اللازم من الاصوات.
وسيعاد الانتخاب مرة أخرى.
وفي هذه المرة يطرح مع المتنافسين اسم جورج دوهامل الكاتب والروائي الشهير، وقد رشح نفسه للكرسي الخالي بصفة رسمية.
وجورج دوهامل طبيب سابق حمله تيار الأدب وصرفه عن المهنة؛ واشتهر برقة خياله وسحر أسلوبه وبراعة نقده.
ويمتاز أسلوبه بالأخص بنزعة إنسانية مؤثرة، وعطف عميق على المنكوبين في الحياة.
وتدور معظم نظرياته وفلسفته حول الدفاع عن الإنسان، ورفعة الفرد والأخلاق. بنت مدام كوري تتابع أعمال أمها - قالت (البتي جورنال) أن ابنة مدام كوري مكتشفة الراديوم وزوجها سيذيعان قريباً الطريقة المطلوبة منذ عهد طويل لإيجاد الراديوم الاصطناعي. وسيعلنان هذه الطريقة لمؤتمر من العلماء في لندن وكمبريدج بين اليوم الأول واليوم السادس من شهر أكتوبر. أسبانيا ترشح شاعرا لجائزة نوبل اقترحت جامعة سلامنكا الأسبانية على الحكومة ترشيح العالم الشاعر ميجل دي أونا مونو لجائزة نوبل للآداب في العام الحاضر.
فقبلت الحكومة اقتراحها.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢