أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيُّ روحٍ لي في الريح القبول | وسُراها من رسومي وطلولي |
وظباءٍ أمِنَتْ من قانصٍ | لم ينلها الصيدُ في ظلّ المقيلِ |
نشرتْ عندي أسرارَ هوى | كنتُ أطويهنّ عن كل خليلِ |
وأشارت بالرضى ، رُبّ رضى ً | عنك يبدو في شهادات الرسولِ |
عجبي كيف اهتدتْ مُهْدِيَة ٌ | خَصَرَ الرِيِّ إلى حرج الغليل |
ما درت مضجَعَ نومي إنَّما | دلّها ليلي عليه بأليلي |
لستُ أبغي لسقامي آسياً | فَبُلولي منه بالريح البَليل |
طرفهُ أشعثُ كالسيفِ سرى | حدّهُ بين مضاءٍ ونحول |
عبرتْ بحراً إليه واتّقتْ | حوله بحرا من الدمع الهمول |
يا قَبُولاً قد جلا صيقَلُهُ | صدأً عن صفحة الماءِ الصقيلِ |
عاوِدِي منكِ هُبُوباً فيه لي | وَجَدَ البُرْءَ عليلٌ بعليلِ |
كرياحٍ عَلّلَتْنِي بِمنى ً | كِدْنَ يُثْبِتْنَ جوازَ المستحيل |
أصباً هبّتْ بريحانِ الصِّبا | أو شمال أسْكَرَتْنِي بالشِّمول |
حيثُ غَنّتني شوادي روضة ٍ | مطرباتٍ بخفيفٍ وثقيل |
في أعاريضَ قصارٍ خَفِيَتْ | دِقّة ً في الوَزْنِ عن فهمِ الخليل |
ولحونٍ حارَ فيها معبدٌ | وله علمٌ بِموسيقى الهَديل |
والدّجى يرنو إلى إصباحهِ | بعيونٍ من نجومِ الجوّ حُولِ |
خافَ من سيلِ نهارٍ غَرَقاً | فتولّى عنه مبلول الذيول |
زرعَ الشيبُ بفوديّ الأسى | فنما منه كثيرٌ من قليلِ |
فحسبتُ البيضَ منه أنجماً | عن بياضٍ لاذَ منّي بالأفول |
كلّ منْ ينظُرُ مِنْ عِطْفِ الصِّبا | نظرَ المُعجَبِ بالخلقِ الجميلِ |
فجوازي باضطرارٍ عندها | كجوازِ الفتح في الحرف الدخيلِ |
كيف لي منها إذا ما غَضِبَتْ | برّحتني محْنَة ُ السّخْطِ القَتول |
غادة ٌ يأخذُ منها بابلٌ | طَرف السحرِ عن الطرْفِ الكحيل |
فإذا قابلَ منها لحظَها | فلّلَتْ منه حديداً بكليلِ |