فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ | فأبْعَدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ |
وإنْ أجدَبَتْ عند الفتاة ِ إقامتِي | فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيب |
إذا كان عزمي مثل ما في حمائلي | فإني امرؤٌ بالصارمين ضروب |
خذ العزم من برد السلو فإنما | هوى الغيد عندي للهوان نسيب |
وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنها | لنا خيبٌ في النجح ليس يخيب |
فشهبُ الدَّراري وهي علوية ٌ لها | طلوعٌ على آفاتها وغروب |
ولو لم يكن في العزم إلاّ تقلبٌ | ترى النفس فيه سعيها فتطيب |
وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدة ٍ | فكمْ بلدة ٍ فيها المجالُ رحيب |
إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً | لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ |
ومنكرة ٍ مني زماعاً عرفته | عدوك يا هذي إليّ حبيب |
جَرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنَّهُ | جمانٌ بماءِ اللاّزورد مشوبُ |
وقالت غرابيب درجنَ ببينه | سيستدرج الأعوام وهو غريب |
فما كان إلا ما قضى بالُها به | فهل كان عنها الغيب ليس يغيب |
لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى | وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ |
رمى فأصاب الهمَّ بالهمِّ إذ رمى | هي الكفّ ترمي أختها فتصيب |
وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ | من الآل هزت جانبيه جنوب |
ومستعطفات بالحداء على السرى | إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ |
إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعض جلُودها | تبوّع منها في النجّاء ضروب |
فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التي حَكَتْ | مقاود عيسى ملؤهنّ لغوب |
ومشحونة ٍ بالخوف لا أمنَ عندها | كأنك فيها حيثُ سرتَ مريب |
كأنك في ذنبٍ عظيم بقطعها | فأنت إلى الرحمن منه تتوب |
إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها | رمادا، وقودُ النَّارِ فيه قريبُ |
ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنَّه | مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوبُ |
كأن ارتفاع الصوت منه تضرعٌ | إذا لذع الأحشاء منه لهيب |
وتحسب أنّ القفر حمّ فماؤه | من العرق الجاري عليه صبيبُ |
وما كان إلاَّ خيرا ذخر تعدّه | قطاة ٌ، لأرماقِ النفوس، وذيب |
وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهه | ولا لاح للتلويح منه شحوبُ |
له لولبٌ في العين ليس يديره | لذي ظمأٍ حيث المياه تلوب |
رقيبٌ على شمس النهار بفعله، | أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهارِ رقيبُ |
إذا نزل الركبان طابَ لنفسه | على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ |
تَكوَّنُ وسط النَّارِ منه سبيكة ٌ | من التبر ليست بالوقاد تذوب |
خَرُوجٌ من الأديان تحسبُ أنَّه | على كلّ عُودٍ بالفلاة ِ صليبُ |