لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا | وتطوي بنا أخفاقهنّ البسابسا |
وتذعرُ بالبيداء عيناً شوارداً | تذكّرُ بالأحداق عيناً أوانسا |
عذارَى تَرَى الحسنَ البديعَ مُطابِقاً | لأنواعها في خلقِهِ ومجانسا |
أعاذلُ دعني أطلقِ العبرة التي | عَدِمْتُ لها من أجمل الصَبْرِ حابسا |
فإني امرؤ آوى إلى الشجنِ الذي | وجدتُ له في حَبّة ِ القلب ناخسا |
لقدّرت أرضي أن تعود لقومها | فساءَتْ ظُنُونِي ثم أصبحتُ يائسا |
وعَزّيْتُ فيها النّفْسَ لمَّا رأيْتُها | تكابدُ داءً قاتل السمّ ناحسا |
وكيف وقد سيمتْ هواناً وصيّرتْ | مساجدَها أيدي النّصارى كنائسا |
إذا شاءَتِ الرّهْبانُ بالضَرْبِ أنْطَقَتْ: | مع الصبح والإمساءِ فيهعا النواقسا |
لئن كان أعيا كلَّ طبٍّ علاجها | فكم جَرَبٍ في السيفِ أعيا المَداوِسا |
فك صقيلة ٌ كادَ الزمانُ بلادها | وكانت على أهلِ الزّمانِ محارسا |
فكم أعينٍ بالخوف أمستْ سواهراً | وكانت بطيبِ الأمنِ منهم نواعسا |
أرى بَلَدِي قد سامَهُ الرومُ ذلّة ً | وكان بقومي عزّه متقاعسا |
وكانت بلادُ الكفر تلْبَسُ خَوْفَهُ | فأضحى لذاك الخوف منهنّ لابسا |
عدمتُ أُسودا منهمُ عَرَبِيَة ً | ترى بين أيديها العلوجَ فرائسا |
فلم تَرَ عَيْني مثْلَهُمْ في كتيبة ٍ | مضاربَ أبطالِ الحروبِ مَدَاعسا |
ويا ربّ برّاقِ النضالِ تخالُهُ | من النقع ليلاً مُشْرِقَ الشهب دامِسا |
خلوا بين أطراف القنا بكماتِهِ | لطعنٍ من الفرسانِ يخلي القوانسا |
وما خلتُ أنَّ النار يبردُ حرها | على سعفٍ لاقته في القيظ يابسا |
أما مُلِئَتْ غزوا قَلَوْرِيَّة ٌ بِهِمْ | وأرادوا بطاريقاً بها وأشاوسا |
همُ فتحوا أغلاقَها بسيوفهمْ | وهمْ تركوا الأنوارَ فيها حنادسا |
وساقوا بأيدي السبي بيضاً حواسراً | تَخَالُ عليهنّ الشعورَ برانِسا |
يخوضونَ بحرا كلّ حين إليهمُ | بِبَحْرٍ يكونُ الموجُ فيه فوارسا |
وحربيّة ٍ ترمي بِمُحْرقِ نِفْطِهَا | فَيَغْشَى سَعُوطُ الموتِ فيها المعاطسا |
تراهُنّ في حُمْرِ اللّبودِ وصُفْرِها | كمثل بناتِ الزّنج زُفّتْ عَرائِسَا |
إذا عَثّنَتْ فيها التنانيرُ خلتَها | تُفتِّحُ للبركان عنها منافسا |
أفي قَصْرينِّي رُقْعَة ٌ يَعْمُرُونها | وَرَسْمٌ من الإسلامِ أصبح دارسا |
ومن عجبٍ أنّ الشياطين صيّرت | بروجَ النجومِ المحرقاتِ مجالسا |
وأضحت لهم سرقوسة ٌ دارَ منعة ٍ | يزورون بالديرين فيا النواوسا |
مَشَوْا في بلادٍ أهْلُهَا تَحْتَ أرْضِهَا | وما مارسوا منهم أبياً ممارسا |
ولو شُقّقَتْ تلكَ القبوُر لأنهَضَتْ | إليهم من الأجداثِ أُسْدا عوابِسا |
ولكن رأيتُ الغيل إن غابَ ليثُهُ | تبختر في أرجائه الذئب مائسا |