أرشيف المقالات

السحر: حقيقته وعلاجه

مدة قراءة المادة : 30 دقائق .
السّحرُ حقيقته وعلاجه
 
السِّحر في اللغة: ما خَفِيَ ولطُفَ سببهُ، وهو مصدر للفعل سَحَرَ يَسحَرُ، وقد اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَعْنَى السِّحْرِ فِي اللُّغَةِ؛ عَلَى وَجْهَيْنِ:
 
أَحَدُهُمَا: ( كل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع )[1].
 
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: (قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنَّا نُسَمِّي السِّحْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَضَهَ، وَالْعِضَهُ: شِدَّةُ الْبُهْتِ وَتَمْوِيهُ الْكَذِبِ، وَأَنْشَدَ الْخَلِيلُ:

أَعُوذُ بِرَبِّي مِنَ النَّافِثَاتِ
وَمِنْ عَضَهِ الْعَاضِهِ الْمُعْضَهِ[2]


وفي المعجم الوسيط: ( السِّحرُ: كلُّ أمر يُخفى سببه، ويُتَخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخِداع، وكل ما لَطُفَ مأخذه ودقَّ )[3].
 
وفي الشَّـرع: السِّحر هو مجموعة من العزائم والرقى المكتوبة غير الشَّـرعية، والتي توضع مع بعض المواد كالعظام أو الشعر أو قطع الحديد والقماش، فتؤدي إلى أمر غريب يشبه الخارق، فقد تؤدي إلى مرض المسحور بمرض نفسـيٍّ، أو مرض عضويٍّ، أو تؤدي إلى كرهه لشخص ما (بإذن الله جل جلاله)، أو تؤدي إلى التفريق بين الرجل وزوجته...إلخ.
 
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله في المُغني: ( وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئًا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة، فمنه ما يقتل وما يمرض، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغض أحدهما الى الآخر، أو يحبب بين اثنين، وهذا قول الشافعي)[4].
 
السّحرُ حَقيقَةٌ:
أجمع جمهور العلماء على أنَّ للسِّحر حقيقة، ولولا أنَّ للسِّحر حقيقة قد تُؤذي المسحور له ما أمرنا الله جل جلاله بالاستعاذة بالله جل جلاله منه وممن يعمله، قال تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: 4]، وقال تعالى: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ﴾ [البقرة: 102]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 116]، وفي هذه الآيات دلالة واضحة على حقيقة السحر، وأنَّ له تأثيرًا على النفس البشرية، روحيًّا وعضويًّا.
 
وقد ثبتَ في السُّنة أنَّ اليهود أرادوا كيدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسحروه، والذي سحره هو لبيد بن الأعصم من يهود المدينة وهو أعلمهم بالسحر، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: سُحِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، حتى كان يُخيلُ إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثُمَّ قال: (أُشعِرتُ أنَّ الله جل جلاله أفتاني فيما فيه شفائي، أتاني رجلان: فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومنْ طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: فيما ذا، قال: في مشط ومشاقة، وجُفِّ طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان)، فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع فقال لعائشة حين رجع: (نخلها كأنه رؤوس الشياطين) فقلتُ: استخرجته؟ فقال: (لا، أما أنا فقد شَفاني الله، وخشيت أن يثير ذلك على الناس شـرًّا)، ثم دفنت البئر[5].
 
وإجماع علماء أهل السنة والجماعة على أن للسِّحر حقيقة، فلقد جاء في فتح الباري لابن حجر العسقلاني: (قَالَ النَّوَوِي: وَالصَّحِيح أَنَّ لَهُ حَقِيقَة، وَبِهِ قَطَعَ الْجُمْهُور وَعَلَيْهِ عَامَّة الْعُلَمَاء، وَيَدُلّ عَلَيْهِ الْكِتَاب وَالسُّنَّة الصَّحِيحَة الْمَشْهُورَة اِنْتَهَى)[6].
 
أصلُ السّحرِ:
ذكر القرآن الكريم أنَّ أولَ من مارس السحر من المخلوقات هم شياطينُ الجنِّ الذين كانوا على عهد نبيِّ الله سُليمان عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٠٢].
 
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله: ( قال محمد بن إسحاق بن يسار: عمدت الشياطين حين ما عرفت بموت سليمان بن داود عليهما السلام فكتبوا أصناف السحر، من كان يحب أن يبلغ كذا وكذا فليفعل كذا وكذا، حتى إذا صنفوا أصناف السحر، جعلوه في كتاب ثم ختموه بخاتم على نقش خاتم سليمان بن داود عليهما السلام، وكتبوا في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصِّدِّيق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم، ثم دفنوه تحت كرسيه، واستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل، حتى أحدَثوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: والله ما كان مُلكُ سليمان إلا بهذا، فأفشَوا السحر في الناس، فتعلموه وعلموه، فليس هو السحر في أحد أكثر منه في اليهود لعنهم الله جل جلاله.
 
فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نزل عليه من الله سليمان بن داود عليهما السلام وعدة من المرسلين، قال من كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون من محمد يزعم أن ابن داود كان نبيًّا، والله ما كان إلا ساحرًا، فأنزل الله عزَّ وجل في ذلك من قلوبهم: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾؛ أي واتبعت اليهود الذين أوتوا الكتاب من بعد إعراضهم عن كتاب الله الذي بين أيديهم ومخالفتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاربتهم له وكيدهم له أتبعوا ما تتلوه الشياطين؛ أي ما ترويه الشياطين وتحدث به، وتخبر به على ملك سليمان زورًا وبهتانًا من السحر والشعوذة، وما أنزل الله ذلك - السحر - على سليمان حاشا له سبحانه، ولكن الشياطين كفروا بابتداعهم هذه الأساليب القذرة من السحر الذي وصفه القرآن الكريم بالكفر)[7].

 

 
قصة هاروت وماروت:
هاروت وماروت ملكان من الملائكة، ذكر القرآن الكريم قصتهما، فقد ذُكرا في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ [البقرة: ١٠٢]، وورد ذكرهما كذلك في السُّنة النبوية بطرق عديدة ونذكر منها، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عن ابن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ آدم لما أُهبط إلى الأرض قالت الملائكة: أي ربِّ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله لملائكته: هلموا ملكين من الملائكة، فننظر كيف يعملان، قالوا: ربنا هاروت وماروت، قال: فاهبطا إلى الأرض، قال: فمثلت لهم الزهرة امرأة من أحسن البشـر، فجاءاها فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، قالا: والله لا نشرك بالله أبدًا، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله لا نقتله أبدًا، فذهبت، ثم رجعت بقدح من خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسَكِرا فوقعا عليها وقتلا الصبي، فلما أفاقا، قالت المرأة: والله ما تركتما من شيء أثيمًا إلا فعلتماه حين سكرتما، فخُيِّرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا"، قال أبو حاتم: "الزهرة هذه امرأة كانت في ذلك الزمان، لا أنها الزهرة التي هي في السماء التي هي من الخُنَّس")[8].
 
كما روى ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ( كانت الزُّهرةُ امرأة جميلة من أهل فارس، وأنها خاصمت إلى الملكين هاروت وماروت، فراوداها عن نفسها، فأبت عليهما إلا أنْ يعلماها الكلام الذي إذا تكلم به أحد يعرج إلى السماء، فعلماها فتكلمت به فعرجت إلى السماء فمُسِخَتْ كوكبًا)[9].
 
أنواعُ السّحْرِ:
ذكر العلماء وجود أنواع عديدة من السحر، قد تصل إلى سبعة أو ثمانية أنواع، ولكنَّ الحقيقة أنَّ هذه الأنواع متداخلة في بعضها البعض، وأنَّ إعادة عدها وذكرها يكون أشبه ما يكون من قبيل التكرار لا أكثر، وقد تبيَّن بعد الدراسة المستفيضة أنَّ السِّحرَ نوعان رئيسان هما:
النوع الأول: سحر يؤثر في نفس الإنسان ووجدانه وأحيانًا بدنه، فيؤدي إلى ظهور نتائج سلبية تنعكس عنها تصرفات غير مألوفة للمسحور، كأن يكره أولاده أو زوجته أو بيته، أو يتحول من الكرم إلى البخل، أو من الصحة إلى المرض، أو من القوة إلى الضعف، وأمور أخرى من هذا القبيل، أو قد يُصاب بمرض نفسي يؤدي إلى إحساس المسحور أنه مصاب بمرض بدني كألم في الرأس أو البطن أو المعدة أو فِقدان الشهية، فيفقد الأمل في الشفاء بعد محاولات كثيرة وجادة واستخدام أنواع عديدة من الأدوية والعقاقير الطبية، وأحيانًا يصاب المسحور بالكآبة وحب العزلة، أو أن يتوهم أنه يفعل أشياء لم يفعلها، ويرافق كل ذلك شحوب أو صفرة في الوجه، وكسل وخمول وفقدان للشهية، كما أن المسحور يُصاب بالشرود الذهني ويفقد القدرة على التركيز، وغير ذلك.
 
وهذا النوع من السِّحر يكون عن طريقين:
الطريق الأول: يستعين السَّاحر بكفار الجن ( الشياطين )؛ لأنَّ بعضًا من الجن مؤمنون فلا يتعاملون بالسحر؛ لأنه حرام، ومن المعتاد عند السَّحرة أنهم يتفقون مع هؤلاء الجن لإنجاز الأعمال المطلوبة مقابل أن يقوم الساحر بتقديم الولاء للشياطين، وغالبًا ما يطلب الشيطان الجني من الساحر أن يقوم ببعض الأعمال الشركية التي يشرك فيها الساحر بالله عزَّ وجل، وذلك منتهى غاية الشيطان.
 
الطريق الثاني: باستخدام بعض المواد الكيمياوية أو الأعشاب، ويقوم الساحر بسقيها أو يطعمها للمسحور بعلمه أو بدون علمه، يرافق ذلك بعض الشعوذة وكلمات غير مفهومة وطلاسم مع حاجة أو لباس من ألبسة المسحور، يحصل فيها الساحر على ما يبتغي.
 
النوع الثاني: سحرُ الأعمال العجيبة التي تظهر وكأنها أمرٌ خارق للعادة، كأن يقوم الساحر بتحويل العصا إلى قطعة قماش، أو أن يخرج أرنبًا من قبعته التي شاهدها الناس أنها فارغة من قبل ونحو ذلك.
 
وهذا النوع من السِّحرِ يتم بواسطة ثلاثة طرق:
الطريق الأول: بالاتفاق مع شياطين الجن، فيقوم الجنِّي بمساعدة الساحر أثناء عرضه أمام الناس، وحيث إن العين البشرية لا تستطيع رؤية الجن، فيقوم بأعمال يعتقد الناس أن الذي يقوم بها هو الساحر من الإنس.
 
الطريق الثاني: بواسطة الخبرة والمهارة وخفة الحركة؛ حيث يقوم (المشعبذ الحاذق بعمل شيء يذهل أذهان الناظرين إليه، ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استفرغهم الشغل بذلك الشيء بالتحديق نحوه عمل شيئًا آخر بسرعة شديدة، وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غير ما انتظروه، فيتعجبون منه جدًّا، ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله، ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه، لفطن الناظرون لكل ما يفعله) [10].
 
الطريق الثالث: باستخدام مواد كيمياوية ودهانات وخلطات بنسب وزنية أو حجمية معينة، يقوم الساحر عن طريقها بالتمويه على الناظرين، ويعتقد كثيرٌ من العلماء وبعض المفسـرين أنَّ سحر السحرة بين يدي فرعون، إنما كان من باب الشعوذة وعن هذا الطريق، ولهذا قال الله عزَّ وجل: ﴿ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ الأعراف: ١١٦، وقال تعالى: ﴿ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ طه: ٦٦؛ حيث يُروى أنَّ سحرة فرعون قاموا بحشو حبالهم وعصيهم بالزئبق[11]، فسبَّب وجود الزنبق فيها وحرارة الرمال في الأرض صارت وكأنها تتلوى، فيخيل للرائي أنها تسعى باختيارها، جاء في تفسير البحر المديد: (ألقوا ما عندهم، ﴿ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِم أَنهَا تَسْعَى﴾؛ أي: ففوجئ موسى، وتخيل سعي حبالهم وعصيهم من سحرهم، وذلك أنهم كانوا لطخوها بالزئبق، فلما ضربت عليها الشمس اضطربت واهتزت، فخيل إليه أنها تتحرك، قلت: هكذا ذكر كثير من المفسرين، والذي يظهر أن تحريكها إنما كان من تخييل السحر الذي يقلب الأعيان في مرأى العين، كما يفعله أهل الشعوذة، وهو علم معروفٌ من علوم السحر، ويدل على ذلك ما ورد أنها انقلبت حيات تمشي على بطونها، تقصد موسى عليه السلام)[12].
 
هل يجوز تَعلُّمُ السّحر؟
ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ تعلُّمَ السِّحر أو تعليمه (حرام)، وأما قول الرازي في أنَّ العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور، بقوله: (أن العلم بالسحر غير قبيح ولا محظور اتفق المحققون على ذلك لأن العلم لذاته شريف، وأيضًا لعموم قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]، ولأنَّ السحر لو لم يكن يعلم لما أمكن الفرق بينه وبين المعجز، والعلم بكون المعجز معجزًا واجب، وما يتوقف الواجب عليه فهو واجب، فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبًا، وما يكون واجبًا كيف يكون حرامًا وقبيحًا)[13].
 
فقد ردَّ عليه الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره بقوله: (وهذا الكلام فيه نظر من وجوه أحدهما قوله: العلم بالسحر ليس بقبيح إنْ عُني ليس بقبيح عقلًا، فمخالفوه من المعتزلة يمنعون ذلك، وإنْ عُني أنه ليس بقبيح شرعًا، ففي الآية الكريمة تبشيع لتعلم السحر وفي الصحيح: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، وفي السنن: "من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر"، وأما القول أنَّ تعلم السحر ليس محظور، كيف لا يكون محظورًا مع ذكر الحديث السابق....
إلى أن قال: ثم من المعلوم بالضرورة أنَّ الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وعامتهم كانوا يعلمون المعجز ويفرقون بينه وبين غيره، ولم يكونوا يعلمون السحر ولا تعلموه ولا علموه)[14].
 
حُكْمُ السَّاحِرِ؟
الساحر حكمه حكم الكافر، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: (واختلف الفقهاء في حكم الساحر المسلم والذِّمي، فذهب مالك إلى أنَّ المسلم إذا سَحرَ بنفسه بكلام يكون كفرًا يقتل ولا يستتاب، ولا تقبل توبته؛ لأنه أمر يستسر به كالزنديق والزاني، ولأن الله تعالى سَمَّى السِّحرَ كفرًا بقولهجل جلاله: ﴿ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ البقرة: ١٠٢، وهو قول أحمد بن حنبل، وأبي ثور، وإسحاق، والشافعي)[15].
 
وقال الشافعي رحمه الله: إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر مثل:
• أعتقد مثل اعتقاد أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يلتمس منها، فهو كافر.
 
• أو أعتقد إباحة الكفر.كثر وللسحر نوعين رئيسين هما:
حدُّ السَّاحر؟
ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ الساحرَ يُقتلُ، وهو ما قال به جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، قال ابن قدامة رحمه الله: (وحد السَّاحر القتل؛ روي ذلك عن عمر، وعثمان ابن عفان، وابن عمر، وحفصة، وجندب بن عبد الله، وجندب بن كعب، وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز، وهو قول أبي حنيفة ومالك، ولم ير الشافعي عليه القتل بمجرد السحر؛ وهو قول ابن المنذر، ورواية عن أحمد قد ذكرناها فيما تقدم)[16].
 
وعن عمرو بن دينار أنه سمع بجالة بن عبدة التميمي، يُحدِّث عمرو بن أوس الثقفي رحمه الله، وأبا الشعثاء الأزدي البصـري، قال: (كنت كاتبًا لـجَـزءِ بن معاوية عمِّ الأحنف بن قيس، إذ جاءنا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة: اقتلوا كل ساحر، وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس وانهوهم عن الزمزمة، فقتلنا في يوم ثلاثة سواحر)[17].
 
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الموطّأ: ( أنَّ حفصة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبَّـرَتها[18]، " فأمَرتْ بها فقُتلتْ " قال مالك: السَّاحر الذي يعمل السحر، ولم يعمل ذلك له غيره، هو مثل الذي قال الله تبارك وتعالى في كتابه: " وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ" البقرة: 102، فأرى أن يقتل ذلك، إذا عمل ذلك هو نفسه )[19].
 
وأما مذهب أبي حنيفة النعمان رحمه الله: ( وقال أبو حَنِيفَةَ في الْمُجَرَّدِ: إنَّهُ يُقْتَلُ وَلَا يُسْتَتَابُ، وَلَا يُقْبَلُ قَوْلُهُ إنِّي أَتْرُكُ السِّحْرَ وَأَتُوبُ منه إذَا شَهِدَ الشُّهُودُ أَنَّهُ الْآنَ سَاحِرٌ، أو أَقَرَّ بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ السَّاحِرَةُ تُقْتَلُ لِأَنَّ عُمَرَرضي الله عنه كَتَبَ إلَى نُوَّابِهِ أَنْ اُقْتُلُوا السَّاحِرَ وَالسَّاحِرَةَ)[20].
 
وروى الإمام البخاري رحمه الله في تاريخه: (كان عند الوليد رجلٌ يلعب، فذبح إنسانًا وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه فجاء جُندبُ الأزدي فقتله)[21]، أي قتل الساحر، وبذلك ثبت عند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه جاء قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني عمر بن الخطاب وحفصة بنت عمر وجندبًا.
 
الوقايةُ مِنَ السّحرِ:
لا يستطيع جنود السَّاحر من الجنِّ أن يُؤثِّروا في روح العبد المؤمن القوي الذي استمكن الإيمان من قلبه، فامتلأ بكلمات الله سبحانه – القرآن – وبالأدعية والأذكار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
• عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، أتى النبيصلى الله عليه وسلم، (فقال: يا رسول الله إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له خَنزَب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا"، قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني)[22]، فأول خطوة لتفادي ما يُحيكه الشيطان للإنسان هي الاستعاذة بالله صلى الله عليه وسلم من الشيطان حسب التوجيه النبوي، ويقول تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200]
 
فمن الآية والحديث نستدل أن أول ما يكون وقاية لنا من الشيطان وكيده وعمله هي الاستعاذة بالله جل جلاله من الشيطان.
 
• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني مُحتاج وعليَّ عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه فأصبحت، فقال النبيصلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: قلت يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحمته وخلَّيت سبيله، قال: أما أنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيعود) فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني، فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود، فرحمته وخلَّيت سبيله، فأصبحتُ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت يا رسول الله شكى حاجة وعيالًا، فرحمته وخلَّيت سبيله، قال: أما أنه قد كذبك وسيعود، فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقل: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود، فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخلَّيت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شـيء على الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قلت: لا، قال: ذاك الشيطان"[23].
 
ومن الحديث الآنف الذكر نعلم أن الوقاية الثانية من الشيطان وعمله من سحر أو وسوسة أو غيره هي تلاوة آية الكرسي وهي الآية 255 من سورة البقرة، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ البقرة: ٢٥٥، وذلك باعتراف الشيطان بنفسه، كما أنَّ تلاوة القرآن المستمرة بشكل عام تبعد عنا الشياطين وكيدهم وشرَّهم.
 
• وأما الوقاية الثالثة من السِّحر، فهي من أنفع ما يُستعمل، وهي قراءة المعوذتين، سورة الفلق وسورة الناس، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد استخدمها في حل سحره شخصيًّا الذي سحره به لبيد بن الأعصم اليهودي لعنه الله كما قد سبق ذكره، والمعوذات هي (قل أعوذ بربِّ الناس) و(قل أعوذ بربِّ الفلق).
 
• وأما الوقاية الرابعة فهي الاستعاذة بكلمات الله التامة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعوِّذُ الحسنَ والحسينَ، ويقول: (إنَّ أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)[24]، وعن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من نزلَ منزلًا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التَّامات من شـرِّ ما خلق، لم يضـرَّه شـيء، حتى يرتحل من منزله ذلك )[25].
 
• وسيلة أخرى وهي قراءة سورة البقرة أو بعض منها بشكل يومي في البيت، ففيها وقاية من السحر، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسـرة، ولا تستطيعها البطلة )[26]، قال معاوية: بلغني أن البطلة: السَّحرة.
 
• وأحيانًا تكفي الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: ٢٨٥ – ٢٨٦].
 
وتأتي أهمية هاتين الآيتين في هذا المقام من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: (إنَّ الله تبارك وتعالى كتب كتابًا قبل أنْ يخلقَ السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تُقرآن في دارٍ فيقربها الشيطانُ ثلاث ليال )[27].

[1] أحكام القرآن للجصاص، ج1، ص51.

[2] الحاوي الكبير ، للماوردي، فصل معنى السِّحر، ج13، ص 93.

[3] المعجم الوسيط، مجموعة من المؤلفين، باب: السن، ج1، ص 419.

[4] المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل ، ابن قدامة المقدسي، ج 10 ، ص104.

[5] صحيح البخاري 3095.

[6] فتح الباري شـرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، ج10، ص 222.

[7] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج1، ص 171.

[8] صحيح ابن حبان - كتاب التاريخ - ذكر قول الملائكة عند هبوط آدم إلى الأرض، و مسند أحمد بن حنبل - مسند بني هاشم- مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وشعب الإيمان للبيهقي - فصل في معرفة الملائكة، وقال السيوطي في الدرر المنتثرة: ( قصة هاروت وماروت في " مسند أحمد " و" صحيح ابن حبان " من حديث ابن عمر بسند صحيح، لها طرق عدة استوعبتها في " التفسير المسند " وفي " تخريج أحاديث الشفاء ").

[9] جامع البيان في تفسير القرآن للطبري - سورة البقرة- القول في تأويل قوله تعالى: ولما جاءهم رسول من عند - القول في تأويل قوله تعالى: وما أنزل على الملكين ببابل، ج2، ص 429.

[10] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج1، ص 183-184.

[11] أنظر تفسير سورة طه، في أيسر التفاسير للجزائري، وتفسير اللباب لابن عادل، والكشف والبيان للنيسابوري، وتفسير البيضاوي.

[12] البحر المديد، الإدريسي، تفسير سورة طه، ج4، ص285.

[13] مفاتيح الغيب، الرازي، ج3، ص194.

[14] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير الدمشقي، ج1، ص 182.

[15] الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ج2، ص47.

[16] المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل، ابن قدامة المقدسي، ج10، ص11.

[17] سنن أبي داود- كتاب الخراج والإمارة والفيء- باب في أخذ الجزية من المجوس، ج2، ص148، حديث: 3043.

[18] دبرتها: دبر العبد أو الأمة إذا أمر أن يُعتق بعد موت سيده.

[19] موطأ مالك - كتاب العقول- باب ما جاء في الغيلة والسحر، ج2، ص 871.

[20] تبين الحقائق شرح كنز الدقائق، فخر الدين عثمان الزيلعي الحنفي، ج3، ص293.

[21] التاريخ الكبير، الإمام البخاري، ج2، ص 222.

[22] صحيح مسلم - كتاب السلام- باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة، ج7، ص20، حديث: 5868.

[23] صحيح البخاري - كتاب الوكالة- باب إذا وكَّل رجلاً، ج2، ص812، حديث: 2187.

[24] صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلاً، ج3، ص1233، حديث: 3191.

[25] صحيح مسلم - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار- باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، ج8، ص76، حديث: 7053.

[26] صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل قراءة القرآن، ج2، ص 197، حديث: 1910.

[27] المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب فضائل القرآن - أخبار في فضل سورة البقرة ، ج1، ص750، حديث: 2065.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١