نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها | ساحِلِيْ جَدْوَلٍ كَسِيفٍ مُجَرَّدْ |
صَقَلَتْ مَتْنَهُ مداوسُ شمسٍ | من خلال الغصون صقلاً مجدَّد |
ومدامٍ تطيرُ في الصحن سُكرا | فتُحلّ العقُودُ منها وتعقد |
جسمها بالبقاءِ في الدنّ يبلى | وقُواها مع اللّيالي تَجَدَّدْ |
وإذا الماءُ غاصَ في النار منها | أخرجَ الدُّرَّ من حباب منضد |
يا لها من عصيرِ أوّلِ كَرمٍ | سكر الدّنُّ منه قدما وعربد |
جنَة ٌ مَجّتِ الحيا إذا سقاها | مصلحٌ من غمامه غيرُ مفسد |
قد لبسنا غلائلَ الظلّ فيها | معلمات من الشعاع بعسجد |
ورأينا نارنجها في غصون | هزّت الريح خضرها فهي ميّدْ |
ككراتٍ محمّرة ٍ من عقيق | تدّريها صوالجٌ من زبرجد |
وكأن الأنوار فيها ذُبالٌ | بسليط من الندى تتوقد |
وكأنَّ النّسيم بالفرج يُفْشِي | بين روضاتها سرائرَ خُرّد |
حيثُ نُسقى من السرور كؤوساً | ونغنّى من الطيور ونُنشدْ |
ذو صفيرٍ مرجّع أو هديل | أسَمِعْتُمْ عن الغصن ومَعْبّد |
شادياتٍ تمسي الغصونُ وتضحي | رُكّعاً للصِّبَا بهن وسجّد |
كان ذا والزمان سمحُ السجايا | ببوادٍ من الأماني وعُوّد |
والصِّبا في معاطفي، وكأني | غُصنٌ في يد الصِّبا يتأوّد |