مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا | فقف صابراً تُسعدْ على الحزن جازعا |
فمن مُبلغُ الغادين عنّا بأننا | وقفنا واجرينا بهنّ المدامعا |
معالمُ أضحتْ من دُماها عواطلاً | فقلْ في نفوسٍ قد هجرنَ المطامعا |
وفينا بمثياقِ العهود لربعها | كأنَّ عهودَ الرّبْع كانت شرائعا |
فمن دمنة ٍ تحت القطوب كمينة ٍ | بها وثلاثٌ راكدات سوافعا |
ومن خطِّ رمسٍ دارسٍ فكأنما | أمَرّ البلى محوا عليها الأصابِعا |
تأوهَ منه شيّقُ الركبِ نائحاً | فَطَرّبَ فيه مُلغِطُ الطّيْرِ ساجعا |
وما زلتُ أجري الدمعَ من حُرق الأسى | وأدعو هوى الأحبابِ لو كان سامعا |
وأفحصُ عن آثارهم تُرْبَ أرْضِهم | كأنّيَ قد أودعتُ فيها ودائعا |
كأنَّ حصاة َ القلب كانت زجاجة ً | مقارعة ً من لاعجِ الشوقِ صادعا |
أماتَ ربوعَ الدار فقدانُ أهلها | فأبصرتُ منها الآهلات بلاقعا |
كأنّ حُداءَ العيس في السير نعيها | وقد سُقِيَتْ سَمّاً من البين ناقعا |
أدارَ البلى ولّى الصبا عنك لاهياً | فمن لي بأن ألقى الصبا فيك راجعا |
أما ولبانٍ درّ لي أسحمٌ به | ومن كان أهلي بودّي مُرَاضِعا |
لقد دخلتْ بي منكِ في الحزنِ لوعة ٌ | حُرِمْتُ بها من ذِمّة ِ الصبر راجعا |
أيا هذه إنّ العُلى لتهزّ بي | حُساماً على صَرْفِ الحوادثِ قاطعا |
ذويني أكنْ للعزم والليل والسرى | وللحرب والبيداء والنجم سابعا |