يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها | كرهاً، وجُنحُ الليل مدّ جناها |
جَمَعَ الشبابُ به بنيهِ، وبينهم | شيخٌ غدا شيبٌ عليه وراحا |
وكأنه في كلّ داجي شعرة ٍ | في الرأسِ منهُ مُوقِدٌ مصباحا |
أمسَيتُ مَفطوماً عن الكأسِ التي | يتراضعُ الندمَاءُ منها راحا |
إلاّ شميماً كان همّاً سُكرهُ | وغناؤه في مسمعي نياحا |
جُرنا على الصبا الزاهي الذي | عَزَلَ الهمومَ ومَلّكَ الأفراحا |
أبناءُ عصرٍ فَتّقُوا من بَينهم | مِسْكَ الشَّبِيبة ِ بالمدامِ ففاحا |
جعلوا حُداءَهُمُ السماعَ وأوجفوا | بدلَ القلائصِ بينهم أقداحا |
وكأنما نبضتْ لهم أفواهم | بالشرب من أجسامها أرواحا |
حتى إذا اصطحبوا فررتُ فلم يجدْ | للشيب بينهم الصباحُ صباحا |
ما لي أكافحُ قِرنَ كأسٍ جالَ في | ميدان نشوته وجال كفاحا |
ومجدَّلٌ شاكي السّلاحِ من الصِّبا | من لم يُبقّ له المشيب سلاحا |