تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني | إذا غابَ لم يبعد على عين مُبصرِ |
وبينَ رحيلي والايابِ لحاجها | من الدهر ما يُبْلِي رَتيمَة َ خنصر |
ولا بُدّ من حملي على النفس خُطّة ً | تُعلّقُ وردي في اغترابي بمصدري |
وتطرحني بالعزم من عير فترة ٍ | سفائنُ بيدٍ في سفائن أبحُرِ |
وما هيَ إلا النفسُ تفني حياتَهَا | مُصَرَّفة ً في كلّ سعيٍ مُقَدَّر |
أغرَّكِ تلويحٌ بجسمي وإنَّني | لكالسيف يعلو متنه غين جوهر |
وما هيَ إلا لفحة ٌ من هواجرٍ | تخلّصَتْ منها كالنّضار المسجَّر |
وأنكرتِ إلمام المشيب بلمتي | وأيّ صباحٍ في دجى غير مسفر |
وما كان ذا حذرٍ غرابُ شبيبتي | فلمْ طار عن شخصي لشخص مُنفِّر |
وأبقتْ صروفُ الدهرِ منّي بقيّة ً | مذكرة ً مثلَ الحسام المذكر |
وما ضعضعتني للحوادثِ نكبة ٌ | ولا لان في أيدي الحوادث عُنصري |
وحمراءَ لم تسمحْ بها نفس بائعٍ | لسومٍ ولم تظفرْ بها يد مشْتري |
أقامتْ مع الأحقابِ حتى كأنَّها | خبيئة ُ كسرى أو دفينة ُ قيصر |
فلم يبقَ منها غيرُ جزءٍ كأنهُ | تَوَهُّمُ معنى ً دقّ عن ذهن مُفكرِ |
إذا قهقه الإبريق للكأس خِلتهُ | يرجّعُ صوتاً من عُقابٍ مُصرصرِ |
وطاف بها غمرُ الوشاح كأنما | يقلّبُ في أجفانه طرفَ جؤذر |
قصرتُ بكلٍّ كلَّ يومٍ لهوتُهُ | ومهما يطبْ يومٌ من العيش يقصرُ |