رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ | وحقّقتُْ شكّهُمُ باليقينْ |
وقلتُ: سيغفرُ ربّ العبادِ | ذنوباً تُعدّ على المذنبين |
فكلّلْتُ رَوْضَ الشّبابِ الأنيق | بروضٍ نضيرٍ وماءٍ مَعين |
وراحٍ ترى نارها في المزاج | تصوغُ في الماء صُغرى البرين |
لياليَ تمرح في دُهْمِها | مراحَ السوابق بالموجفين |
وداجية ٍ خلتُها كحّلتْ | بِكُحْلِ الدجى أعينَ الناظرين |
طما بحرها فركبتُ الكؤوس | إلى ساحلِ البحرِ منها سفين |
وتحسبُ ظلمة َ أحشائها | تُجن من النور عنّا جنين |
كأنّ نجومَ دياجيرها | أقاحي رياضٍ على الأفقِ غين |
كَأنَّ لها أسدا مخرجاً | لعينيك جبهته من عرين |
وحمراءَ تنشرُ ريّا العبير | وفي طَيّهِ فَرَجٌ للحزين |
معتَّقة ٌ شُقّ عنها الثرى | وحيّ السرور بها في دفين |
تربّتْ مع الشمس في عمرها | مُنَقَّلة ً في حُجُورِ السّنين |
ركضتُ بها الليلَ في نشوة ٍ | أصلّي لها بسجودِ الجبين |
هناك ظفرتُ بلا ريبة ٍ | بصيديَ حوراءن سَرْبِ عين |
تَنَفّسْتُ في نحرِ كافورَة ٍ | تضمّخُ بالطيّبِ في كلّ حين |
وقَبّلْتُ خَدّا تَرى ورده | نضيراً يُشقّ عن الياسمين |
ولما وَشَتْ بحِمَامِ الدّجَى | حمائمُ يَنْدُبْنَهُ بالرّنين |
تَحَيَرْتُ والصّبّ ذو حيرة ٍ | إلى أن حسبت شمالي اليمين |
وخاضَ بيَ الحُزْنُ بحرَ الدّموع | فأرخّضتُ درّ المآقي الثمين |
وقد عجبَ الليلُ من مُغْرَمٍ | بكى من تبَسّمِ صُبحٍ مُبين |