بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد | وناحتْ عليك الحَرْفُ والضمّر الجرد |
وقد ندبتكَ البيضُ والسمرُ في الوغى | وعدّدكَ التأييد والحسبُ العدّ |
وما فقدت إلاّ عظيماً وفقدُهُ | به بين أحشاءِ العلى يُوجَدُ الوجد |
وكنتَ أمينَ المَلْكِ حقاً وسيفَهُ | ومن حَسَناتِ البرّ كان لك الغمد |
وأنتَ ابن حمدون الذي كان حمده | يُعبّرُ عن ناديه في عرفه الندُّ |
همامٌ إليه كان تقريبُ غربتي | ببزلٍ خفيفٍ بين أخفافِها الوخْدُ |
بأرضٍ فلاة ٍ تُنكرُ الأسدُ وحشها | ويرتدّ في اللّحظِ العيونُ بها الرمد |
وناجية ٍ تنجو بهمّ همومهم | تولّى بها جسمها اللحم والجلد |
قتلت الأماني من عليٍّ ولم أزَلْ | مفدى لديه، حيث يعذبُ لي الورد |
بكيتُ عليه والدموع سواكبٌ | تخددَ من طولِ البكاء بها الخد |
وذاك قليلٌ قَدْرُهُ في مُعَظَّمٍ | له حَسَبٌ ما إن يُعَدّ له عَدّ |
فلو صحّ في الدنيا الخلودُ لماجِدٍ | لأبقيَ فيها ثمّ صحّ له الخلد |
ومختلف الطعمين من طبعِ عادلٍ | فطعمٌ له سمٌّ وطعمٌ له شهد |
وقد كانَ في عليائه مترفّعاً | يلينُ به الدهر الذي كان يشتد |
وكان أبياً ذا أيادٍ غمامنها | ندى ماجدٍ في قبره قبرَ المجد |
وحلّ الردى من كفّه عقدَ راية ٍ | ومن كفّ ميمونٍ لها جُددَ العقد |
وما هو إلاّ حازمٌ ذو كفاية | يناقض هزلَ الروعِ من بأسه الجدّ |
تقدّمَ من صنهاجة ٍ كلَّ مُقدمٍ | فريستهُ من قِرنهِ أسدٌ ورد |
بأيديهم نورُ البنفسج في ظباً | ينوّرُ من نارٍ، لها حطبَ الهند |
وقد لبسوا من نسجِ داود أعيناً | مُداخَلَة ً خُوصاً هي الحَلَقُ السرْد |
يسدّونَ خَلاّتِ الحروبِ إذا طَمَتْ | بشوكِ الردى حتى كأنهم السد |
ويقتادهم منهُ شهامة ُ قائدٍ | به جملة الجيش العرمرم تعتد |
جوادٌ عميم الجود، بيتُ عطائه | لقاصده بالنيل طَيَّبَه القصد |
له همّة ٌ في أفقها فرقدية | كواكبُها زُهْرٌ أحاطَ بها السّعد |
وأثبتَ للعلياءِ منهم قواعدا | لأعدائِهِ منها قواعدُ تَنْهَد |
أرى يمنَ ميمون تعاظم في العلى | بنيلِ معالٍ لا يحدّ لها حدُّ |
وهمة ُ يحيى شرّفتهُ بخلّة ٍ | بها يُسْعَفُ المولى ويبتهجُ العبد |
كأن نضاراً ذائباً عمّ جسمها | وإنْ رامَ حُسناً في العيون له حمد |
وما مطرفٌ إلاّ أبي بحرمة ٍ | عُبَابُ خضمّ حُلّ عن حسره المد |
إذا أعملَ الآراءَ عنّ لهُ الهدى | سدادٌ هو الفتحُ الذي ما له سد |
يروح ويغدو في المنى ، وحسودهُ | بعيدُ رشادٍ، لا يروحُ ولا يغدو |
ومن حيثُ ما ساورتهُ خفتَ بأسهُ | وللنَّارِ من حيث انثنيتَ لها وقد |
وإن جادَ كانَ الجودُ منه مهنأً | كغيثِ همى ، ما فيهِ برقٌ ولا رعدُ |
ولله في الإجلال ذكرُ محمدٍ | بكلّ لسانٍ في الثناءِ له حمد |
هم السّادَة ُ الأمجادُ والقادَة ُ الألى | تُعَدّ المعالي منهمُ كلما عُدّوا |
ويأمرهم بالصبرِ والحزمِ خاذلٌ | لهم صبر ..... ووجدانه فقدُ |
وأيّ اصطبارٍ فيه للنفسِ رحمة ٌ | عن القائد الأعلى الذي ضمّهُ اللحدُ |