جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ | فأرتكَ في الخلقِ ابتداعَ الخالقِ |
نينانٌ أمواهٍ، وفتخُ سباسبٍ | وظباءُ آجامٍ، وعُصمُ شواهقِ |
بمؤلَّلاتٍ تستديرُ كَأنَّها | أقلامُ مبتدعِ الكتابة ِ ماشقِ |
قد وَقّعتْ لك بالسعود وما جَرَتْ | بسوادِ نِقْسٍ في بياض مَهارِق |
غُرٌّ محجَّلة ٌ تكاملَ خلقها | بمجانسٍ من حسنها ومطابق |
وكأنَّما حَيّثْ عُلاكَ وجوهها | فأسأل فيها الصبح بيضَ طرائق |
كرّت ذخائر عربها في عتقها | وشأت بفضله عدوها المتلاحقِ |
وإذا الجلال تجرّدت عن جردها | لبست غلالة َ كلّ لونٍ رائقِ |
من كلّ طرفٍ يستطير كطرفهِ | جَرْياً فوثبته غِلابُ السابق |
وَرْدٌ تميَّعَ فيه عَنْدَمُ حُمْرَة ٍ | كالورد أُهدي في الربيع لناشقِ |
وكأنَّه وكأنَّ غرة وجهه | شفقٌ تألّقَ فيه مطلع شارقِ |
وكأنَّ صبحاً خصَّ فاه بقبلة ٍ | فابيضّ موضعها لِعَيْنِ الرامق |
متصيد برياضة ٍ وطلاقة ٍ | في تيه معشوقٍ وطاعة عاشق |
وإذا تغنى بالصهيل مطرباً | أنسى أغاني معبدٍ ومخارقِ |
ومزعفرٍ لونَ القميص بِشُقْرَة ٍ | كالرّيح تعصفُ في التهاب البارق |
وتراه يدبر كالظليم بردفه | عُجباً، ويُقبلُ كانتصاب الباشقِ |
وإذا طرقت به انتهي بك غاية | أبدا تشقّ على الخيال الطارق |
كاد الكميتُ ينوبُ عن لعس اللمى | ويسوغُ كالخمر الكُمَيْتِ لذائق |
ويمدّ فوق البحر عند عبوره | جسراً بهادٍ للسماءِ معانقِ |
خيلٌ كأنَّ الرّكض من خيلائها | في قلب كلّ معاندٍ ومنافقِ |
وكأنما اقتسمت عيونَ أجادلٍ | وشدوقَ غربان، وسوق نقانِقِ |
قُدها تخبّ بكلّ ذمرٍ أبلهٍ | بخداعِ أبطال الوقائع حاذقِ |
وإذا أثَرْنَ بنقعهنّ سحائباً | صبتْ على الأعداء صوبَ صواعقِ |
أصبحتَ في السادات ناصرَ دَوْلَة ٍ | تصفُ العُلى عدل مناطق |
بطلاً يطول بذكره في سلمه | كصياله بحسامه في المأزق |
مترحلاً نحو المعالي ساكناً | بالجيش في ظلّ اللواء الخافق |
شدّتْ عزائمه مهالكهُ كما | شُدّتْ فزازينٌ بعقد بيادقِ |