دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ | به تُخْضبُ الكف والمِعْصمُ |
أصفراءُ يَبْيَضّ منها الحباب | أمِ الشمسُ عن أنجمٍ تبسِم |
وتلك شقيقة ُ روحِ الفتى | إذا وُجِدتْ فالأسَى يُعْدمُ |
تُلامُ على شُرْبِ مشمولة ٍ | ولم يدرِ ما سرّها اللوم |
خبيثة ُ دنّ سناها المنيرُ | محيطٌ به قارها المظلم |
وقد كثر القول في عمرها | ولم يُدرَ عاصرها الأزلمُ |
يقهقه في الصبّ إبريقها | كما هَدرَ البازلُ المُقْرَم |
إذا انبعثتْ منه قال النيدم: | أينسابُ من فمه أرقم |
يبيتُ لها سهرٌ في العروقِ | وأعينُ شُرّابها نُوّمُ |
كأنَّ لها في خفيّ الدّبيبِ | نمالاً مساكنها الأعظمُ |
يطوفُ بها رشأ أحورٌ | لمقلته الليثَ مستسلمُ |
وتلحظُ بالسحرِ منه الجفونُ | ويلفظُ بالدرّ منه الفمُ |
بفوّاحة ِ الزّهرِ مخْضَلة ٍ | تُجادُ معَ الصبحِ أوْ تُرْهمُ |
تنظِّمُ فيها أكفُّ الغمام | جُماناً بكفّيكَ لا يُنْظم |
كأنَّ لها في طِباقِ الثْرى | بأيدي الحيا حُللاً تُرْقَم |
على شدوات طيورٍ فصاحٍ | على أن أفصحها أعجَم |
لهنّ أعاريض عند الخليل | مهمَلة ُ الوزن لا تُعْلَم |
ترجِّعُ فيها ضروبَ اللحونِ | فَتُطْرِبْنا، وَهْيَ لا تفهم |