ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ | تلاعبتْ بك حورُ الأعينِ النُّجلِ |
فخذْ من الرمح في حرب المها عِوضاً | فالطعنُ بالسُّمر غير الطعن بالمقلِ |
كم للعلاقة من هيجا رأيتَ بها | ضراغمُ الغيل قتلى من مها الكلل |
وكم غزالة ِ إنْسٍ أنْحَلتْ جسدي | بالهجرِ حتى حكى ما رقّ من غزل |
ممشوقة ً مِلْتُ عن حِلمي إلى سَفهي | منها بقدّ مقيمِ الحسن في المَيَل |
تصدّ بالنفس عن سلوانها بهوى | عينٍ تكحّل فيها السحر بالكحل |
خداعة ُ الصبّ بالآمال مرسلة ٌ | إليّ بالعضّ في التفاح والقبلِ |
وناطقُ الوجدِ مني لا يكلّمه | منها إذا ما التقينا ساكتُ الملل |
يا هذه، وندائي دُمية ً طمعٌ | في نطقها، من فقيد اللبِّ مختبلِ |
أرى سهامَ لحاظٍ منكَ ترشُقني | أفي جُفونِكِ رامٍ من بني ثُعَل؟ |
بل ضَعفُ طرفك في سفكِ الدماء له | أضعافُ ما للظُّبا والنّبْلِ والأسْلِ |
إني امرؤ في ودادي ذو محافظة ٍ | فما يرىف وفائي الخلُّ من خللِ |
وعارضٍ مدّ عرضَ الجو وانسبلتْ | في وجنة الأرض منه أدمعُ السَّبلِ |
ثَرِّ الشّآبيب، أصواتُ الرعود به | كأنهنّ هدير الجلّة ِ البُزلِ |
كأنَّما الأرضُ تجلو من حدائقها | عرائساً في ضُرُوبِ الحَلْي والحلل |
أحيا الإلهُ بها التربَ المواتَ كما | أحيا سفاقسَ يحيى بالهمام علي |
كفؤ كفى الله في الدهرِ الغشيم به | خطباً يخاطبُ منه ألسنَ العُضَلِ |
أقرّ فيها أناساً في مواطنهم | لمّا تنادوا لتوديعٍ ومرتحلِ |
وأثبتَ الله أمْناً في قلوبهم | بعد التقلّب في الأحشاء من وجل |
بيُمْنِ أكبرِ لا عابٌ يُناطُ به | يُمناه منشأ صوبَ العارضِ الهطلِ |
قومٌ تسوس رعاياه رعايتهُ | بالرّفقِ والعدل لا بالجور والعذلِ |
من يُتْبِعُ القولَ من إحسانه عملاً | والقولُ يورقُ والإثمار للعملِ |
له رجاجة ُ حِلمٍ عند قُدرتهِ | أرسَى إذا طاشتِ الأحلامُ من ف |
في دولة ٍ في مقرِّ العزّ ثابتة ٍ | تُمْلِي العلى من سجاياهُ على الدول |
أغرّ كالبدر يعلو سرجَهُ أسَدٌ | أظفاره حُمرُ أطرافِ القنا الذبلِ |
بادي التبسم والهيجاءُ كالحة ٌ | لا يتقي العضّ من أنيابها العصل |
ترى السلاهبَ من حوليه ساحبة ً | ذيلَ العجاج على الأجسادِ والقلل |
من كل ذي ميعة ٍ كالبحرِ تحسبُ منْ | أزبادِهِ سُرِدَتْ ماذيّة ُ البطلِ |
تنضو به ملة الإسلام مرهفة ً | بضربهنّ الطلى تعلو على المللِ |
قديمة ٌ طَبَعَتْهُنّ القيونُ على | ماضي العزائم من آبائه الأولِ |
من كلّ أبيضَ في يمناه، سلّتُهُ | كالبرقِ، يخطفُ عُمرَ القرن بالأجل |
جداولٌ تَرِدُ الهيجا فهل وَرَدَتْ | ماءَ الطلى عن تباريجٍ من الغُللِ |
ندبٌ تُداوي من الأقوامِ شيمتهُ، | بالبأس والجود، داءَ الجُبْنِ والبَخَل |
مستهدَفُ الرَّبع بالقصّادِ تقصدُهُ | في البحرِ بالفُلكِ أو في البرّ بالإبلِ |
مُنَزِّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ | إلا مكارمُ يحويها بنو الأمل |
أطاعني زمني لما اعتصمتُ به | حتى حسبتُ زماني عاد مِنْ خولي |
وما تَيَقّنْتُ أنِّي قبل رؤيَتِهِ | ألْقَى كرامَ البرايا منه في رجل |
يا صاحبَ الحلم والسيف الذي خمدتْ | نارُ المنيّة فيه عن ذوي الزلل |
لو أنَّ عزمك حدٌّ في الكهَام لما | قدّ الضرائبَ إلا وهو في الخلل |
كأنّ ذكركَ والدنيا به عبقتْ | في البأس والجود مخلوعٌ عن المثل |
فاسلمْ لمدحكَ واقنَ العزّ ما سجعتْ | سواجعُ الطير بالأسحار والأصلِ |