مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ | نمش الفرند عليه صنع الصيقلِ |
ورياسة ٌ عُلْوية ٌ ترنو إلى | زُهْرِ الكواكبِ إذ تَراءَتْ من عَلِ |
وسعادة ٌ لو أنَّها جُعِلَتْ على | هَرمٍ لعادَ إلى الشباب الأولِ |
هاتِ الحديث عن الزمانِ وحُسنهِ | وخُذِ الحديث من المُحدِّث عن علي |
من ألحفَ الدنْيا جَناحيْ عدْلِهِ | وأجارَ من صرفِ الخطوبِ المعضلِ |
من مهّدَ الملكَ العظيم وناهضاً | للمكرمات بكلّ عبءٍ مثقل |
ملك تفُلّ عداتَهُ عزماتُهُ | بصوارم قَدَرِيّة ٍ لم تُفْلَل |
برٌّ إذا عَمَلٌ خلا من نُصْحِهِ | ورجا التقيُّ قبوله لم يُعْمَلِ |
شربتْ قلوبُ الناس منه محبة ً | كرعَ الصوادي في عذوبة ِ منهل |
وقضى له بالنجْحِ مبدأ أمردِ | ويدلّكَ الماضي على المستقبل |
وسما يحلّقُ في العلى بعداته | مثل البغاثِ خشَيْنَ وَقْعَ الأجدل |
إياك أن يختال منهم جاهلٌ | فحسامهُ للجيدِ منه يختلي |
إن الشريعة َ منه تُشْرِعُ عاملاً | من كلّ باغٍ عاملاً في المقتل |
ورثَ الممالكَ من أبيه فحازَهَا | وتراثَ مجدٍ في الصميم مُؤثَّل |
حسمَ المظالمَ عادلاً فكأنهُ | من سيرة العُمرين جدّدَ ما بلي |
كم قال من حيّ لميْتٍ: قُمْ ترى | ما نحنُ فيه من التنعّم مُذْ ولي |
إن ابن يحيى في المفاخر، ذكرهُ | مُتَضَوّعٌ منه فمُ المتمثّل |
ملكٌ إذا خفقتْ عليه بنودُهُ | فالخافقانِ له جناحا جحفلِ |
يقتادُ كلَّ عرمرمٍ متموجٍ | كالبحر تركلُهُ نَؤوجُ الشّمأل |
وتريك في أفقِ العجاج رماحهُ | شَرَر الأسِنَّة ِ في رمادِ القسطل |
في كلّ سابغة ٍ كأنَّ قتيرَها | حَدَقُ الجنادبِ في سرابِ المجْهَل |
ماذية ٌ يشكو لكثرة لحمها | ضُراً بلا نفعٍ لسانُ المُنْصُلِ |
كغمامة ٍ يجلو عليك بريُقها | في السرد لمعَ البارقِ المتهَلّلِ |
يفترّ عن ثغرِ الرئاسة ، والردى | جَهْمٌ يلذّ بعضّ نابٍ أعصل |
إن كرّ في ضربِ الكماة ِ بمرهفَ | قدّ الحديدَ على الكمي بجدولِ |
وتخالُ يومَ الطعْنِ مهجة َ قِرْنِهِ | تُجري السليط على السنانِ المُشعلِ |
لا تسألنْ عن بأسه واقرأه في | صفة ِ الحديد من الكتاب المنزلِ |
صلتُ الجبين، على أسِرّة ِ وجهه | نورٌ يشيرُ إلى الظلام فينجلي |
ثبتَتْ رصانة ُ حُلمِهِ فكأنَّما | أرساهُ خالقهُ بهضة ِ يذْبُلِ |
ما زلتَ في رتبِ العلا متنقلاً | وكذا انتقال البدر في الفلك العلي |
وموفّقُ الأعمالِ تحسبُ رأيهُ | صُبحاً يقدّ أديمَ ليلٍ أليلِ |
وتكادُ تُردي، في الغمود، سيوفه | وتبيدُ أسهمهُ، وإن لم تُرسلِ |
دُمْ للمعالي أيها الملك الذي | أسْدَى الأماني من يمينَيْ مفضل |
نِعَمٌ تُنَوِّرُ في الأكفّ كما سقى | عينَ الرياض حَيَا السحابِ المُسْبَل |
وفدَتْ عليك سعودُ عامٍ مُقبلٍ | فتلقّهُ بسعودِ عزٍّ مقبلِ |
أهْدَى التحية َ واسْتعَار لنُطْقِهِ | من كلّ ممتدح فصاحة َ مِقولِ |
وسعى بأرضكَ واضعاً فَمَهُ على | تربٍ بأفواه الملوك مُقَبَّلِ |
وكأنه بك للأنامِ مهنىء ٌ | ومبشرٌ لك في علوّ المنزل |
بمراتبٍ تُبنى وبأسٍ يُتّقى | وسعادة ٍ تَنْمي، وكعبٍ يعتلي |