حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حتى متى بين اللوى فالأجرعِ | لَوْماً، فما أمرّه في مسمعي |
ويحكَ لو كنتَ وفياً لم تقلْ: | "ويحكَ لا تبكِ برسمٍ بلقعِ" |
وهو الحمى سَقْياً لأيّامِ الحِمَى | فإنها ولّتْ ولمّا ترجعِ |
مالك لا تبكي بكاءً بالأسى | بين رسومٍ وبَوَالي أربعُ |
بأدمعٍ بين الجفونِ حوّمٍ | وأدمعٍ على الخدمد وقّعِ |
وزفرة ٍ موصولة ٍ بزفرة ٍ | تَصْعَدُ عن نارِ حشى ً مُلَذَّع |
وقفتَ في الدار بعينٍ لا تَرَى | تغيُّرَ الربعِ وأذنٍ لا تعي |
ولوعة ٍ بالشوق غيرِ لوعتي | وأضلعٍ في الوجد غيرِ أضلعي |
وإنَّما يبكي بكائي شجناً | ووجعٌ يعرفُ فيه وجعي |
لو أنطقَ المربعَ وهو أخرسٌ | تضرُّعٌ، أنطقهُ تضرعي |
ووقعة ٍ ردّتْ قيانِ وُرقهِ | نوائحاً بالحزن يبكين معي |
كأنها وما لها من أدمعٍ | أعارها القطرُ سجالَ أدمعي |
يا منزلاً تَنْشُرُه يدُ البُلى | نشرَ يمانٍ خلقٍ لم يُرقعِ |
بالله خبرني أأنت رَبْعُهُمْ | أم أنْتَ مَرْعى ً للظباءِ الرّتّع |
فقال: بل ربعُهُمُ وإنَّما | تحمّلتْ عني شموسُ مطلعي |
أدرئة الغوط سترن ظبية | تدير عَيْنَيْ فتنة ٍ في البُرقع |
سيفٌ وسهمٌ لحظها ولهذمٌ | يا عجبا لفتكها المُنَوَّع |
كأنما تبسمُ إن مازحتها | عن بَرَدٍ بين بروقٍ لُمّع |
كأُقْحوانِ روضَة ٍ يَصْقُلهُ | مِدْوَسُ شمسٍ في النّدى المميَّع |
كأن في فيها سلافَ قهوة ٍ | صرفٍ بماءِ ظَلْمها مُشَعْشَع |
إذا رضيع الكاس أصغى سحراً | إلى صفيرِ الطّائِرِ المُرَجِّع |
خُصّتْ من الصوتِ بمعنى مؤيسٍ | من لغة الوصل ولفظ مُطْمع |
ومهمهٍ متصلٍ بمهمة ٍ | مَرْتٍ بموّاج السراب مُتْرع |
كأنَّ منشورَ المُلاء فوقه | متى تملْ ذكاء عنها تُرفعِ |
كأنَّما جُنْدُبُه مُرَجِّعٌ | نغمة َ شادٍ ذي لحون مسمع |
يذيب صمَّ الصخر حرٌّ لاذعٌ | يقبضُ فيه روحَ كلّ زعزع |
لكلّ غارٍ فيها ماء، وشوى | فيه أُوَارُ الشمس كلّ ضفدع |
لا نارَ تُذكى في الدجى لسفرهِ | إلا بريقَ مقلة السمعمعِ |
تَعْسِلُ منه جانباه إنْ عَدا | مثل اضطراب السمهريِّ المشرع |
يقفو راذيا جُنّحاً في السير لا | لا تُوضَعُ عنهنّ سياطُ المُزْمع |
يصكّ منها دَأياتٍ دملت | فهي بشمّ الأنفِ فيها ترتعي |
وذاتِ أخفافٍ سَرَتْ أربعها | منتعلاتٍ بالرياحِ الأربع |
كأنها وللنجاة ما نجت | منهوشة ٌ بين أفاعٍ لُسّع |
تُحْدَى بسحرِ ساهر في نِغْضَة ٍ | شهمِ الجنانِ لوذعيّ ألمعي |
والشهبُ كالشهبِ لسبْقٍ أُرْسِلَتْ | لمغربٍ فيه أفولُ المطلعِ |
كأنها واضعة ٌ خدودها | لهجعة ٍ فيه وإنْ لم تَهْجَعْ |