لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ | ما بتّ أوحشُ من جورِ المها الأنسِ |
من كلّ روضة ِ حُسْنٍ زَهْرُهَا أرِجٌ | تُهْدِي الهوى ليَ في لحظٍ وفي أنس |
لمّا تظلّمَ من أطرافها عنمٌ | فاسحلِ أقحوان الظَّلْمِ واللَعْس |
تديرُ بالسْحْرِ عَيْنَي أمّ شَادِنَة ٍ | بفاتِرِ اللحظ للألبابِ مُخْتَلِسِ |
وما رأيت مهاة ً قبلها وُصِفتْ | في السرب بالشمم المعشوق لا الخنس |
لها محاسنُ، من غبنِ الشباب غدت | محاسِنُ الغيدِ منها وهي كالدَلس |
تُصبي الحليمَ وتَسْبيهِ فَمُبْصِرها | كمنتشٍ في خَبَالِ السّكْرِ مُنْغَمِس |
شمس شموسَ عن الشيب الذي جمحتْ | عنه، وذاتُ عنانٍ للصبا سِلَس |
إني لأعجبُ، والآرام مجْبَنة ٌ، | من رِئمِ خِدْرٍ لليثِ الغيل مفترس |
لاح القتيرُ فأقمارُ البراقعِ لم | تَطْلُعْ عليّ وقُضْبُ البانِ لم تمس |
حتى كأنَّ بَياضَ الشيب منتقلٌ | إلى سوادِ عُيُونِ الخُرّدِ الأنس |
إن فاتني قَنَصُ الغزلان نافرة ً | فقد ترى من خيول الهمِّ ما فرسي |
كم أشهبٍ صادَ غزلان الصوار فما | لأشهبي راسخُ الأرساغ في دهسِ |
ستّ وستونَ عاماً كيف تُدرك بي | من عمرها ينتهي منها إلى السدس |
لله دَرّ شبابٍ لستُ ناسِيَهُ | لو أنَّهُ كان إنساناً لقلتُ نَسي |
يَسْقِي محاسنَ ذاتِ الربعِ مُعْطِشُها | سَحّاً بكلّ ضَحُوكِ البرق منبجس |
وداخلاتٍ على الظلماءِ سبسبها | بكلِ خرقٍ عريقٍ في العلى ندسِ |
كأنها وهي ترمي المقفرات بهم | من الوجيفِ نبالٌ، والهزالِ قِسي |
مثلُ الحواجب لاذتْ وهي ظامئة ٌ | بأعينٍ بالفلا مطموسة ٍ درُسِ |
لا يُحبسَنُ الماءُ إلاّ في ثمائلها | تيهاً فتحرس نقطاً بالكبود حسي |
من كل دامية ِ الأخفافِ مرقلة | ترتاع من صوت حادٍ خلفها شرسِ |
مستوحشٍ من كلام الإنسِ تُؤْنِسه | من جوعٍ من ذئاب المهمه الطُّلُس |
ماذا تقول ولجّ البحر يسحبه | إنَّ السفينة لا تجري على اليبس |
قفْ بالتفكير يا هذا على زمنٍ | جمّ الخطوبِ ومَثّلْ صَرْفَه وَقِسِ |
ولا تكن عنده للسلم ملتمساً | فالأريُ في فم صل غيرُ مُلْتمَس |
إنّ الفتى في يديه المالُ عارية ٌ | كالثوب عُرّي منه غيرهُ وكُسي |
وإنّه ليُنمِّيه ويُودِعُهُ | من الصبابة بين الحرصِ والحرسِ |
إن الهوا لمحيطٌ بالنفوس فقل | هل حظّها منه غير الفوتِ بالنفسِ |
إني امرؤ وطباع الحق تعضدني | مطهَّرُ العِرضِ لا أدنو من الدّنسِ |
ألِفَتْ حُسْنُ سكژت لا أُعَابُ بهِ | ولي بيانُ مقالٍ غير ملتبسِ |
فما أحرّكُ في فكي عن غضَبٍ | لسانَ منتهشِ الأعراض منتهسِ |
قد يعقِلٌ العاقلُ النحرير منطقهُ | وربّ نطقٍ غداف الغي كالخرس |
والجهل في شيمة الإنسان أقتلُ من | تخلخل النّبْضِ في بُحْرانِ مُنْتَقِس |