ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا | كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ |
جزعاً على المهديّ، أصبحَ ثاوياً، | يا خيرَ من وطىء َ الحصى لا تبعدِ |
جنبي يقيكَ التربَ لهفي ليتني | غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ |
بأبي وأمي منْ شهدتُ وفاتهُ | في يومِ الاثنينِ النبيُّ المهتدي |
فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّداً، | يالهْفَ نفسي لَيْتَني لم أُولَدِ |
أأُقِيمُ بَعْدَكَ بالمَدينَة ِ بَيْنَهُمْ؟ | يا لَيْتَني صُبّحْتُ سَمَّ الأسْوَدِ |
أوْ حلّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً | في روحة ٍ منْ يومنا أوْ في غدِ |
فتقومَ ساعتنا، فنلقى طيباً | مَحْضَاً ضَرَائِبُهُ كَريمَ المَحْتِدِ |
يَا بِكْرَ آمِنَة َ المُبَارَكَ ذِكْرُهُ، | وَلدَتْكَ مُحْصَنة ً بِسعْدِ الأسعُدِ |
نُوراً أضَاءَ على البَرِيّة ِ كُلّها، | مَنْ يُهْدَ للنّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ |
يَا رَبّ! فاجْمَعنا فمَاً ونَبِيَّنَا، | في جَنّة ٍ تَثْني عُيُونَ الحُسّدِ |
في جَنّة ِ الفِرْدَوْسِ واكتُبْها لَنَا | يا ذا الجلالِ وذا العلا والسؤددِ |
واللَّهِ أسْمَعُ ما بَقِيتُ بهالِكٍ | إلا بكيتُ على النبيّ محمدِ |
يا ويحَ أنصارِ النبيِّ ورهطهِ، | بَعْدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المَلْحَدِ |
ضاقتْ بالأنصارِ البلادُ فأصبحتْ | سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ |
وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ، وَفِينَا قَبْرُهُ، | وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ يجحدِ |
وَاللَّهُ أكْرَمَنا بِهِ وَهَدَى بِهِ | أنْصَارَهُ في كُلّ سَاعَة ِ مَشْهَدِ |
صَلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ | والطيبونَ على المباركِ أحمدِ |
فرِحتْ نصارى يَثربٍ ويهودُها | لمّا تَوَارَى في الضَريحِ المُلحَدِ |