إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا | ليسَ المقرب من تزهو له الدولِ |
إنَّ المقربَ منْ يعطيهِ مشهدُه | ما كانَ من بخلَ فيها ومن مددِ |
وليسَ يدْركهُ فيما يريدُ بها | مما يريدُ إذا ما شاءَ منْ مللِ |
عنْ ربهِ لا عنْ أسبابِ لهُ نصيتْ | كناظري في مسيرِ الشمسِ أوْ زحلِ |
بما قدْ أودعَ فيها اللهُ من حكمٍ | لكنها تنتهي فيه إلى أجلِ |
والأمر لا يتناهى حكمه أبدا | دنيا وآخرة ً فكنْ على وجلِ |
فإنّ في علمهِ ما ليسَ يعرفهُ | وليسَ يدريهِ ذو فكرٍ وذو حيلِ |
واعمل عليه تُصِبْ دنيا وآخرة | وإنما الفوزُ في العقبى مع العمل |
إنَّ المفرطَ في أخراهُ في نكدٍ | وصاحبُ الحزمِ في نعمى وفي جذل |
وكلُّ مَنْ يدركِ الأشياء عن نظرٍ | فلستُ أخليه عن دخلٍ وعن ملل |
لمَّا تنزلَ نورُ اللهِ خالقنا | إلى الزجاجة ِ والمصباحِ في المثلِ |
نادى بنا ربنا من فوق أرقعة | سبعٍ يعرفني بأنَّ ذلكَ لي |
لمَّا ابتغى رؤية ً منهُ الكليمُ وما | زالَ الشهودُ لهُ عيناً ولمْ يزلِ |
أجابَهُ بشروطٍ ليسَ يعرفُها | إلا الذي عنْ وجودِ الحقِّ لمْ يزلِ |
ما خرَّ موسى لدكٍّ قام بالجبلِ | بل خرَّ مما تجلَّى منه للجبل |
ولم تكن صعقته إلا لتخبره | بما بهِ اختصهُ الرحمنُ في الأزلِ |
إنَّ الحياة التي في الحس ليس لها | هذا المقامُ لما فيها من الخلل |
فإنْ يمنَّ بنورِ العينِ تبصرهُ | لذاك أصعقه ما كان من زلل |
إني نظرتُ بعيني وهي تشهدُ لي | بروية ِ الجبلِ الراسي على الجبلِ |
موسى الذي ثبتتْ عندي أخوتُهُ | من الذي قدْ كساه أفضلَ الحللِ |
بذاكَ أخبرنا عنهُ أئمتنا | ولم أعرِّج على التمثيل والبدل |
وثمَّ أسرى بهِ جسماً ليبصرَ منْ | آياتهِ عجباً وجاءَ عنْ عجلِ |
النصُّ جاءَ من البيتِ الحرامِ إلى الأقـ | ـصى وما زادَ فالأخبارُ تشهدُ لي |
فصحَّ أنَّ لهُ الأمرينِ قدْ جمعا | لأنه أكرم الأشخاصِ والرسلِ |
والورثُ منهُ الذي لا شكَّ يلحقنا | إسراءُ روحٍ ولكنْ ليسَ عنْ كسلِ |
إني شغلت به النفس الضعيفة إذ | أصحابُ جنتهِ الأعلونَ في شغلِ |
واللهُ كانَ معَ الأعلونَ في درجٍ | ترقى بهم عن حضيضِ الطبعِ والسَّفَل |
الله أوجدنا جوداً ليشهدنا | كمالَ صورته فينا على مهلِ |
فكان لي اذنا وكان لي بصرا | وكانَ ما عندنا من القوى وسلِ |
عن الذي قلته أحبار امّتنا | أئمة الدين والهادين للسبل |
يخبرّوك بأن الأمر فيه كما | ذكرته لا بتحريفٍ ولا مثل |
وإن رقيت إلى عين الشهود ترى | ما كنت قلدت فيه مذهب الأول |
والحمدُ للهِ حمداً لا نفادَ لهُ | حمداً يجمع شملَ العلم والعمل |
فهو المرادُ لأهل العلمِ أجمعهم | الجامع الشملَ بين الفعل والأمل |
بالذوقِ خصصنا بالشرب كرَّمنا | بالريِّ قال لنا الكل من قبلي |
ومَن أحال وجود الريّ فهو فتى | قدْ جاءَ الأمرُ في الأذواقِ من قبلِ |
بهِ يقولُ ابن طيفورٍ وإنَّ لهُ | وجها صحيحاً لمن يدريه بالمثل |
عينٌ صحيحٌ جلى ما بهِ رمدٌ | فالله يعصمه من علة ِ السُّبل |
الكحلُ إنْ كانَ محتاجاً إلى المقلِ | فالعينُ محتاجة ٌ للكحلِ والكحلِ |
إني أشرتُ إلى علمٍ ومعرفة ٍ | فيما أتيتُ وما يدريهِ من رجلِ |
غيري وغير إمامٍ سيِّدٍ نَدْس | لكننا في الذي قلنا على وجلِ |