قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً | هل نال منه العارفون مَنالا |
لا والذي خضعَ الوجودُ لعزهِ | ما زادهم إلا عمى ً وضلالا |
فإذا عجزتَ عن المنالِ علمتهَ | بالعجزِ ليسَ بما اعتبرتْ مثالا |
قدْ حازَ منْ جعلَ المثالَ دليله | للعلمِ باللهِ العظيمِ خبالا |
فيراه تاجاً في الرؤوس مكللاً | ويراهُ في رجلِ الرجالِ نعالا |
ورأيته عند اللجينِ مخلصاً | للناظرين وفي النضار ذُبالا |
لا تقطعنَّ بما ترى منْ صورة ٍ | فالشمسُ وقتاً قد تكون هلالا |
ما سمى البدرُ المنير هلاله | إلا إذا كبرته إهلالا |
حلاكَ تعظيمُ التشهدِ ذاتهُ | من خلقِه سبحانه وتعالى |
وتحوزُ منهُ مكانة ً علوية ً | بعلومها ومراتباً وكمالا |
دارتْ رحى الألبابِ في طلبِ الذي | ما زالَ في أرحى العقولِ ثفالا |
فيرى مطيهمُ لذاك من الوجى | تشكو عياءً عنده وكلالا |
في مهمه قطع السُّرى أنياطها | قطعاً وزادهم العِيان مضلالا |
فإذا ظفرتَ بهِ فلستَ بظافرٍ | وتقولُ فيما تدعيهِ محالا |
منْ يدعي علمَ الصفاتِ فإنهُ | لا يعرفُ الإدبار والإقبالا |
من يدعي التصريفَ في أحكامِهِ | قدْ ظنَّ ظناً أنَّ فيهِ محالا |
هيهاتَ كيفَ ومنْ يكيفُ ذاتهُ | فهوَ الذي يعتالُ أينَ اغتالا |
لمَّا رأيتُ وجودهُ منْ خلقهِ | نوراً وأنصبه الكيانُ ظِلالا |
أيقنتُ أنَّ الأمرَ فيهِ تحيرٌ | عند اللبيبِ يهيج البَلبَالا |
ويقولُ أهلُ الكشفِ فيهِ بأنهُ | تفصيلهُ لا يقبلُ الإجمالا |
ولذاكَ أنزلهم وهم في ملكهِ | دون الملوك أئمة أقيالا |
يدعونَ في لحنِ الشريعة ِ والهدى | بالوراثينَ الكلَّ الأرسالا |
فهمُ بأرجاءِ الوجودِ مذانب | وجعافرٌ قدْ أرسلوا إرسالا |
ولوْ إنهمْ في كلِّ علمٍ جامعٍ | قد جرروا عجباً به أذيالا |
اللهُ كرمهمْ بعلمِ وجودِهِ | وسقاهمُ كاسَ العلومِ زُلالا |