إني بنيتُ على علمي بأسلافي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إني بنيتُ على علمي بأسلافي | ومنْ صحبتُ من أشياخي وآلافي |
فما أصلّي بهم إلا قرأتُ لهم | منَ القرآنِ لما فيهِ لإيلافِ |
فالاً فإنَّ الذي في العبدِ منْ صفة ٍ | عين الحبيبِ فهذا عين إنصافِ |
نفسي تنازعني إذا أطهرها | والخف في قدمي من نزع أخفافي |
وكيفَ أنزعها وقدْ لبستهما | على طهارة ِ أقدامي بأوصافي |
إن اتصافي بنعتِ الحقَّ بعدني | منه وقربني بنعتِ أسلافي |
عجز وفقر إلى ربي ومسكنة | إلى سؤالٍ بإلحاحٍ وإلحافِ |
إلى رفيقٍ لطيفٍ مشفقٍ حذرٍ | وما أنا بالعتلِّ الجعمصِ الجافي |
إذا ذكرت الذي عليه معتمدي | سبحانه كنت فيه المثبت النافي |
فالنفيُ تنزيههُ عنْ كلِّ حادثة ٍ | منَ الصفاتِ التي فيهنَّ إتلافي |
ولستُ أثبتُ للرحمنِ منْ صفة ٍ | إلا التي قالها في قوله الكافي |
لله ميزانُ عدل في خليقته | فإنْ وزنتْ فإني الراجحُ الوافي |
أنا مريضٌ ودائي ليس يعرفه | إلا العليمُ بحالي الراحمُ الشافي |
إن التستر بالعاداتِ من خلقي | فما أنا علمٌ كبشرِ الحافي |
إنَّ التخلقَ بالأسماء يظهر ما | يكونُ حليتهُ بالمشهدِ الخافي |
العبد يرسب يبغي أصلَ نشأته | والغيرُ متصفٌ بالمدعي الطافي |
ثوبي قصيرٌ كما جاءَ الخطابُ بهِ | وثوبُ ديني ثوبٌ ذيلهُ ضافي |
مياه أهل الدعاوى غير رائقة | وماءُ مثلي ذاكَ الرائقُ الصافي |
ديار أهل القوى في الخلق عامرة | ودار أهل المعالي رسمها عافي |
يجودُ عندَ سؤالي كلَّ مكرمة ٍ | ربي عليَّ بإنعام وإسعافِ |
لقد علمتُ بأنَّ الله ذو كرم | وأن فينا له خفيَّ ألطافِ |
أثنيتُ بالجودِ عن فقر وعن ضرر | على الإلهِ فجازاتي بإسعافي |
كماء وردٍ إذا الداريّ يمرجه | بما يطيبهُ منْ ماءِ خلافِ |
فبالأكفِّ جيادُ الخيل إنْ سبقتْ | نمسِ منها بأجيادٍ وأعرافِ |
لا تفرحن باستواءِ الكَفتين إذا | أعمالكمْ وزنتْ من أجلِ أعرافِ |
وأكثر الذكر للرحمن في ملأ | من الملائك سادات وأشراف |
واحذر قبولك رفداً قد أتيت به | عن التشوُّق منكم أو عن إسرافِ |
إنَّ الغريبَ مصونٌ في تقلبهِ | كلؤلؤٍ صينَ في أجوافِ أصداف |
إنَّ الكريمَ تولاهُ بجائزة ٍ | تترى عليهِ وإنعامٌ وإردافِ |
لو جاءَ منْ أسهمَ البلوى على حذرٍ | منَ المصابِ لجاءَتهُ بآلافِ |
إنَّ العبيدَ أولي الألبابِ قدْ نصبوا | لرمي أسهمٍ بلواهُ كأهدافِ |
الله عاصمهم من كلِّ نازلة ٍ | بما يجنُّ منْ ألطافٍ وأعطافِ |
من عند ربٍّ حفيّ بي ومكتنفٍ | وعاصمٍ بالذي يسدي وعطاف |
من الجميلِ الذي ما زال يرفده | بمثله ليعمّ الخير أكنافي |