انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي | واحذر من العذلِ لا تخطره بالبالِ |
وافرغ إلى طلبِ الفضلِ الذي صبنت | عنهُ ظنوني في ترتيبِ أحوالي |
لو أنَّ لي سيِّداً فتَّ الأنام جداً | ولم أعرِّج على جاهٍ ولا مال |
المالُ مالُ الذي مالَ الوجودُ بهِ | إليه من كرمٍ فلا تقل ما لي |
بل قل إذا جاء من يبغي نزالكمُ | مالي من المالِ إلا حظُّ آمالي |
وقد علمتُ بأنَّ الجودَ من خلقي | طبعاً جبلتُ عليهِ فيهِ إقبالي |
لا تفرحنَّ بشيءٍ لستَ مالكه | بلْ أنتَ مستخلفٌ فيه وكالوالي |
مكانتي عندَ منْ أصبحتُ نائبه | في ملكهِ حاكماً بقدرِ أعمالي |
فإنْ عدلتَ فإنّ العدلَ شيمتنا | لعلمنا أو تفضلنا فلا ما لي |
الفضلُ فضلُ إلهي ما لنا قدمٌ | فيه لفقري وما أدريه من حالي |
فليسَ يفضلُ عني ما أجودُ بهِ | ولا يليق بنا قصد لأمثالي |
فما لنا غيرُ منْ ترجى عوارفهُ | وهوَ الغنيُّ عنِ الحاجاتِ والعالي |
لمَّا رأى من رأى حكمي ومملكتي | وما درى أنني العاطلُ الحالي |
وقد رأى منْ أنا فيهمْ خليفتهُ | يقولُ تقرضني من عرض أموالي |
وما رأى أنهُ قدْ دالَ في خلدي | أقرضن بالفعلِ لا بالعقد والحالِ |
لذاكَ نطقهمُ فيهِ بأنَّ لهُ | فقراً إلينا وما ربي منْ أشكالي |
ألغيتُ فيهِ الذي عليَّ يلبسهُ | بأنْ تشخصُ لي أفعالَ أفعالي |
لا أعرف اللغو في قولٍ أفوه به | إنَّ السديدَ من الأقوالِ أقوالي |
أَجلُّ وصفي أنَّ الله أهَّلني | لحلِّ ما عندَ أشكالي منْ أشكالي |