أقولُ وروحُ القدسِ ينفثُ في النفسِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقولُ وروحُ القدسِ ينفثُ في النفسِ | بأنَّ وجودَ الحق في العدد الخمسِ |
أيا كعبة َ الأشهادِ يا حرمَ الأنسِ | ويا زمزمَ الآمالِ زمَّ على النفسِ |
سرى البيتُ نحو البيتِ يبغي وصاله | وطهَّرَ بالتحقيقِ من دنس اللبسِ |
فيا حسرتي يوماً ببطن محسر | وقد دلّني الوادي على سَقَر الرِّجْسِ |
تجرَّعتُ بالجرعاءِ كأسَ ندامة ِ | على مشهدٍ قد كان منِيَ بالأمس |
وما خفتُ بالخيفِ ارتحالي وإنما | أخاف على ذي النفس من ظلمة الرَّمْسِ |
لمزدلفِ الحجاجِ أعلمتُ ناقتي | لأنعمَ بالزلفى وألحقَ بالجنسِ |
جمعتُ بجمعٍ بين عيني وشاهدي | بوترين لم أشهدْ بهِ رتبة َ النفسِ |
خلعتُ الأماني بعدما كنتُ في منى | وطوّفتها فانظره بالطرد والعكسِ |
ففي الجمرات الغرّ في رَوْنَق الضحى | حصبتُ عدوِّ الجهلِ فارتدَ في نكسِ |
ركنتُ إلى الركنِ اليمانيِّ لأنّ في اسـْ | ـتلام اليماني اليمن في جنة ِ القدس |
صفيتُ على حكمِ الصفا عن حقيقتي | فما أنا من عُربٍ فصاحٍ ولا فُرسِ |
أقمتُ أناجي بالمقامَ مهيمناً | تعالى عن التحديد بالفصل والجنسِ |
فشاهدتُهُ في بيعة ِ الحجر الذي | تسودَ من نكثِ العهودِ لذي اللمسِ |
وبالحجرِ حجرتُ الوجودَ وكونَهُ | عليَّ فلا يغدو الزمانُ ولا يمسي |
وفي رمضانَ قالَ لي تعرفُ الذي | تشاهده بين المهابة ِ والأنس |
فلما قضيتُ الحج أعلنتُ مُنشداً | بسيري بينَ الجهرِ للذاتِ والهمسِ |
سفينة إحساسي ركبت فلم تزل | تسيرها أرواحُ أفكاره الخرس |
فلما عدتُ بحرَ الوجودِ وعاينتُ | بسيفِ النهى منْ جلَّ عنْ رتبة ِ الإنسِ |
دعاني بهِ عبدي فلبيتُ طائعاً | تأمل فهذا القطف فوق جَنى الغَرس |
فعاينتُ موجوداً بلا عينِ مبصرٍ | وسرَّح عيني فانطلقتُ من الحبس |
فكنت كموسى حين قال لربّه | أريد أرى ذاتاً تعالتْ عن الحسِّ |
فدكَّ الجبالَ الراسياتِ جلاله | وأصعقَ موسى فاختفى العرشُ في الكرسي |
وكنتُ كخفَّاشٍ أراد تمتعاً | بشمسِ الضحى فانهدَّ من لمحة ِ الشمسِ |
فلا ذاتهُ أبقى ولا أدركَ المنى | وغودر في الأمواتِ جسماً بلا نفس |
ولكنني أدعي على القرب والنوى | بلا كيفٍ بالبعلِ الكريمِ وبالعرسِ |