الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ | الكلُّ يفنى ووجهُ الواحدِ الباقي |
يقالُ عندَ فراقِ النفسِ من راقٍ | يا ليتَ شعري وهلْ في الكونِ من راقِ |
الله يعلم هذا لا يكون ومن | يردُّ كأسَ المنايا أوْ هوَ الساقي |
هو المنجي إذا ما الساق تبصرها | يومَ القيامِ لهُ تلتفُّ بالساقِ |
إنَّ المكارمَ منْ خلقي ومنْ شيمي | فقد وسعت الورى جوداً بأخلاقي |
لو أنَّ لي كلّ ما تحوي خزائنه | لما وفت بالذي عندي من أرزاق |
إني فطرتُ على أخلاقِ خالقنا | والأمر ما بين مرزوقٍ ورزّاق |
فالرزقُ يطلبنا ما نحنُ نطلبهُ | وذا دليلٌ على طيبٍ بأعراقِ |
ما كنتُ أحسب أنَّ الأمر منه كذا | حتى علمتُ بذاتي أنني الواقي |
فليسَ يحكمُ فينا غيرُ أنفسنا | عدلاً وجوراً فدائي عينُ درياقي |
تدبير علمٍ بتفصيلٍ لنشأتنا | فكم نرى ذاك عن حكم بأوفاقِ |
إني حننت إلى ذاتي لأبصرها | من أجل صورته حنينَ مشتاقِ |
هبتْ عليَّ رياحُ القربِ منْ كثبٍ | شممتُ منْ عرفها أنفاسَ عشاقِ |
أوحي إليَّ بها ما كنتُ أجهلهُ | بأنه نائب جوَّابُ آفاق |
إني لعبدٌ ذليل بات يخضعُ لي | عندَ المناجاة ِ ذي وجدٍ وأسواقِ |
فلا تراه لكوني فيه مفتخرا | بأنه ربُّ تيجانٍ وأطواق |
لهُ علومٌ بذاتي ليسَ يعلمها | إلا الذي هو ذو شرب وأذواق |
يرنو إليّ إذا الأعيان تجهلني | عينا بعينِ نهى عن غير أحداق |
تراه يرحمُ من ناداه من كرمِ | من غير جبر ولا حكم لإشفاق |
إنَّ الشفيقَ له حكمٌ يخالفه | حكمُ الرحيمِ لما فيه من إطلاق |
فما يقيِّدُه نعتٌ ولا صفة ٌ | وليسَ يدخلُ في عقدٍ وميثاقِ |