يا أيها المشغوفُ بالذكر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أيها المشغوفُ بالذكر | في حالة ِ الإشفاعِ والوترِ |
لو كنتَ لي في عالمِ الخلقِ | لكنتَ لي في عالمِ الأمرِ |
إنْ ضاقَ ظرفُ الدهرِ عنْ عينكم | فلمْ يضقْ عن عينكم صدري |
ما أوسع القلبَ إذ آمنت | جوارحي بكلِّ ما يجري |
لم أدرِ أنَّ للقلب ظرف لكم | لولا الذي أخبرني سري |
عندَ تجليهِ لنا طالباً | في ليلة ٍ يعطى إلى الفجرِ |
أنتَ الذي أخبرتني بالذي | فهمت به في السِّرِّ والجهر |
على لسانِ السيدِ المصطفى | الطيبِ الأسلافِ من فهرِ |
ما جئتكمْ بالأمرِ منْ خارجٍ | بلْ جئتكمْ بالأمرِ منْ بحرِ |
تلتطمُ الأمواج فيه كما | تأتي بهِ الأنفاسُ في الذكرِ |
فإنْ ذكرتم فاذكروه بما | تلاه في القرآنِ ذي الذكر |
لا تذكروهُ بالذي تنظروا | فالفرعُ يُعطى قوّة َ النجر |
ذكرته يوماً على غَفلة ٍ | بغيرِ ما قلبٍ منَ الأمرِ |
فلم أجدْ عند مذاقِ الجنى | طعمَ الذي أعلم بالخبر |
وجدته كالمنِّ في طعمه | والفارقُ الواضحِ بالسكرِ |
بالصحو يأتي ذكره دائماً | والقبضُ والبردُ معَ الوفرِ |
والذكرُ من عندي على ضدِّه | يأتيك بالسكر وبالحرِّ |
فذكره ما بين أذكارنا | بين الليالي ليلة َ القدرِ |
سبحانَ من صيَّرني عالماً | من بعد ما قد كنتُ كالغمر |