توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
توقف فإن العلم ذاك الذي يجري | وتعلمْ بأنَّ الحكمَ منا ولا تدري |
وما قلت إلا ما تحققه به | كذا قرّر الله المهيمن في صَدري |
أنا في عباد الله روح مقدّس | كمثل الليالي روحها ليلة القدر |
تقدّست عن وتر بشفع لأنني | غريبٌ بما عندي عن الشفعِ والوتر |
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مبشّراً | بأني ختام الأمر في غرَّة الشهر |
وقال لمنْ قدْ كانَ في الوقتِ حاضراً | منَ الملإِ الأعلى ومنْ عالمِ الأمرِ |
ألا فانظروا فيه فإنّ علامتي | على ختمهِ في موضعِ الضربِ في الظهرِ |
وأخفيتهُ عن أعينِ الخلقِ رحمة ً | بهم للذي يعطى الجحود من الكفر |
عرضتُ عليهِ الملكَ عرضاً محققاً | فقالَ ليَ الأمرُ المعظمُ في السترِ |
لأنكَ غيبٌ والسعيدُ من اقتدى | بسيدِهِ في حالة ِ العسرِ واليسرِ |
فنحمدُ في السراءِ حمداً مخصصاً | ونحمد حمداً سارياً حالة الضرّ |
ظهوركَ في الأخرى فثمَّ ظهورنا لذا | جئتني في العربِ إذْ جئتَب بالشكرِ |
فإنَّ وجود الشكرِ يبغي زيادة | من الله في النعماء فانهض على اثري |
لو أنك يا مسكين تعرف سرَّه | لكنت بما تدري به أوحد العصر |
غريباً وحيداً حائراً ومحيراً | وكنتَ على علمٍ تصانُ عنِ الذكرِ |
خفيٌّ على الألبابِ منْ أجلِ فكرها | وإن كان أعلى في الوضوحِ من البدر |
أنا وارثٌ لا شكَّ علمَ محمدٍ | وما الفخر إلا في الجسومِ وكونها |
ولستُ بمعصومٍ ولكنَّ شهودَنا | هو العصمة الغرَّاء في الأنجمِ الزهر |
ولستُ بمخلوقٍ لعصمة ِ خالقي | منَ الناسِ فيما شاءَ منهُ على غمرِ |
علمت الذي قلنا ببلدة تونس | بأمر إلهي أتاني في الذكر |
أتاني بهِ في عامِ تسعينَ شربنا | بمنزلِ تقديسٍ منَ الوهمِ والفكرِ |
ولمْ أدرِ أني خاتمٌ ومعينٌ | إلى أربعٍ منها بفاسٍ وفي بدرِ |
أقامَ لي الحقُّ المبينُ يمينهُ | بركبتهِ والساقُ منْ حضرة ِ الأمرِ |
وبايعته عند اليمين بمكة | وكانَ معي قومٌ وليسوا على ذكري |
وأَقسمَ بالحجرِ المعظمِ قدرهُ | وفي ذلكَ الإيلاء يمينٌ لذي حجرِ |
مولدة الأرواح ناهيك من فخر | لقد جاء بالميراثِ في طيء نشري |
وأينَ بلالٌ منْ أبي طالبٍ لقدْ | تشرفَ بالتقوى المحقرُ في القدرِ |
سألتكَ ربي أنْ تجودَ لعبدكمْ | بأنْ يكُ مستوراً إلى آخرِ الدهرِ |
كمثل ابن جعدون وقد كان سيِّداً | إماماً فلم يبرح من الله في ستر |
سألتكَ ربي عصمة َ السترِ إنهُ | على سنة الحناوي سنتنا تجري |
لقدْ عاينتْ عيني رجالاً تبرزوا | خضامة ً علياً وما عندهمُ سري |
وأقسمتُ بالشمسِ المنيرة ِ والضحى | وزمزم والأركانِ والبيتِ والحجر |
لئن كان عبدُ الله يملك أمره | فما مثلهُ عبدُ السميع أو البرِّ |
فإنَّ لكلِّ اسم تعيَّن ذكرُه | سوى الذات مدلولاً له حكمة الظهر |
فمنْ يشتهي الياقوتَ منْ كسبِ كدِّهِ | يقاسي الذي يلقاه من غمة البحر |
وإن ذكروا روحي حننت إلى مصر | أتاني بهِ الفاروقُ عندَ أبي بكرِ |
فلم أستطع عني دفاعاً ولم أكن | بما جاءني فيهِ مبشرهُ أدري |
بحجرته الغرّا بمسجد يثرب | بحضرة ِ عبد الله ذي النائلِ الغمرِ |
وما زلت من وقتِ الغروبِ بمشهد | فملت إليه في رجالٍ ذوي نهى |
ومصباحُ مشكاة ِ المشيئة ِ في يدي | أنوّر بيت الله عن وارد الأمر |
لأسرحَ منهُ والصلاة ُ تلزني | على ما أراه ما يزيد على العشر |
لباسي الذي قد كان في اللون أخضرا | وإني منْ ذاكَ اللباسِ لفي أمرِ |
غنيتُ بتصديقي رسالة َ أحمدٍ | عنِ الكشفِ والذوقِ والمحققِ والخبرِ |
وهذا عزيز في الوجودِ مناله | ولوْ لمْ يكنْ هذا لأصبحتُ في خسرِ |
ولي في كتاب الله من كل سورة | نصيبٌ وجلُّ الخيرِ منْ سورة ِ العصرِ |
تواصوا بحقِّ اللهِ في كلِّ حالة ٍ | كما أنهم أيضاً تواصوا على الصبر |
أحبُّ بقائي ها هنا لزيادة ٍ | وأفزع إيماناً إلى سورة النصر |
إذا لم أكن موسى وعيسى ومثلهم | فلست أبالي أنني جامع الأمر |
فإني ختم الأولياء محمد | ختامُ اختصاص في البداوة ِ والحضر |
شهدتُ له بالملك قبلَ وجودِنا | |
شهودَ اختصاصٍ أعقلُ الآن كونهُ | ولم أك في حال الشهادة في ذعر |
لقدْ كنتُ مبسوطاً طليقاً مسرحاً | ولم أك كالمحبوس في قبضة الأسر |
ظهرتُ إلى ذاتي بذاتي فلمْ أجدْ | سواي فقال الكل أنت ولا تدري |
فإن أشركت نفسي فلم يك غيرها | وإنْ وحدتْ كانت على مركبٍ وعر |
إذا قلتُ بالتوحيد فاعلم طريقه | فما ثمَّ توحيدٌ سوى واحدِ الكثرِ |
ولا بد أن تمتازَ فالوتر حاصلٌ | ولكن في الايجاد لا بد من نزر |
لقد حارتِ الحيراتُ في كلِّ حائرٍ | وحاصلُ هذا الأمرِ في القولِ بالنكرِ |
فإنْ شهدتْ ألفاظنا بوجودِنا | تقولُ المعاني إنني منكَ في خسرِ |
إذا ذكروا جسمي حننتُ لشامِنا | وإنْ ذكروا روحي حننتُ من فخرِ |
ألا إن طيب الفرع من طيب أصله | وكيفَ يطيبُ الفرعُ من خبثِ النجرِ |
يعزُّ علينا أنْ تردَّ سيوفنا | مفللة ً من ضربِ هام ومن كسر |
صريراً من أقلامٍ سمعتُ أصمني | وما علمتْ نفسي بصمٍّ منَ الصرِّ |
حياة فؤادي من علومِ طبيعتي | كإحياء ماء قد تفجر من صخر |
بلاداً مواتاً لا نبات بأرضها | فأضحتْ لمحياها تبسمُ بالزهرِ |
تتيهُ بهَ عجباً وزهواً ونحوهُ | حدائقَ أزهارٍ معطرة ِ النشرِ |
نراها مع الأرواح تثنى غصونها | حنواً على العشاقِ دائمة َ البشرِ |
فيا حسنه علماً يقوم بذاتنا | جمعنا بهِ بينَ الذراعِ معَ الشبرِ |
وما بينَ سعيِ الساعِ والباعِ والذي | يهرول بالتقسيم فيه وبالشبر |
فيحظى بمجلاه وبالصورة التي | لها سورة ٌ فوقَ الطبيعة ِ والفقرِ |
سريتُ إليهِ صحبة َ الروحِ قاصداً | إلى بيتهِ المعمورِ في رفرفِ الدرِّ |
فكن في عداد القوم واصحب خيارهم | ولا تكُ في قومٍ أسافلة ٍ غمرِ |
ولا تتركنهم وانظر الحق فيهمُ | |
ولا تتخذ نجماً دليلاً عليهمُ | فسكناهمُ المعروفُ بالبلدِ القفرِ |
وعاشر إذا عاشرت قوماً تبرقعوا | أشدّاء مأمونين من عالم القهر |
علومُ عبادِ اللهِ في كلِّ موقفٍ | وغير عباد الله في موقف النشر |
ترى عابدَ الرحمنِ في كلِّ حالة ٍ | تميل به الأرواح كالغصن النضر |
بقاء وجودي في الوجود منعماً | بما أنعمَ اللهُ عليَّ منَ السحرِ |
يسوق لي الأرواح من كل جانب | فما معجراتٌ بالخيالِ ولا السحرِ |
كما جاد لي بالحل من كل حرمة | صبيحة َ يومِ الرميِ منْ ليلة ِ النحرِ |
ويممَ لي المطلوب من كل منسكٍ | تجلى لنا فيه إلى حالة النفر |
سباني وأبلاني بكلِّ مقرطقٍ | وما نظمَ الرحمنُ منْ لولؤ الثعرِ |
نزين به إكليل تاجٍ وساعد | |
لقدْ أنشأَ اللهُ العلومَ لناظري | على صورٍ شتى منَ البيضِ والسمرِ |
ترفلنَ في أثوابِ حسنٍ مهيمٍ | منوّعة الألوان من حمر أو صفر |
وبيضٍ كريماتٍ عقائلَ خردٍ | يجرّرن أذايلَ البها أيما جرّ |
لقد جمع الله الجمالَ لأحمد | وغير رسول الله منه على الشطر |
فمنْ كانَ يدري ما أقولُ ويرتقي | إلى عرشِهِ العلويِّ من شاطئ النهرِ |
فذاك الذي حاز الكمال وجوده | وزاد على الأملاك علماً بما يجري |
إذا جاء خير الله يصبح نادماً | بما فرطِ المسكينُ في زمنِ البذرِ |
علومٌ أتتْ نصاً جلياً تقدَّستْ | عن الظنِّ والتخمين والحدس والحزرِ |
تجيءُ وما ينفكُّ عنها مجيئها | ولكنها تأتيكَ بالمدِّ والجزرِ |
ألا كلُّ خُلقٍ كان مني تخلقاً | بخلقٍ إلهيٍّ كريمٍ سوى النذر |
فيا شؤمهُ خلقاً فإنَّ أداءَهُ | كمثلِ أداء الفرض في القسر والجبر |
لقد طلعتْ يوماً عليَّ غمامة ٌ | تكون لما فيها من الصون كالخدر |
فقلتُ تجلى في غمامِ علمتهُ | أتاني بهِ الرحمنُ في محكمِ الذكرِ |
فجادت على أركان كوني بأربع | |
علومٌ يقومُ الحبرُ منا بفضلها | فما هي من زيد يمرّ على عمر |
تعالتْ فلا شخصٌ يفوزُ بنيلها | ولا سيما إنْ كان في ظلمة الحشر |
بها ميزَ الرحمنُ بينَ عبادِهِ | غداة َ غدٍ في موقفِ البعثِ والنشرِ |
كما ميزَ الرحمنُ بينَ عبادِهِ | إذا دفنوا في الأرضِ من ضغطة ِ القبرِ |
فضمٌ لتعذيبٍ وضمُ تعشق | فلا بد منه فاعلموا ذاك من شعري |
قد اشتركا في الضم من كان ذا وفا | لما كان في عهدٍ ومن كان ذا غدر |
يجيءُ بأعذارٍ ليقبلَ عذرهُ | وليسَ لهُ يومَ القيامة ِ منْ عذرِ |
ويقبلُ منهُ صدقهُ في حديثهِ | ولو جاء يومُ العرضِ بالعمل النزر |
لقد عمّ بالطبع العزيز قلوبنا | فلا يدخلن القلبَ شيءٌ من النكر |
جهلت علوماً في حداثة سننا | وما نلتَ هذا العلمِ إلا على كبر |
وما خفتُ منْ شيءٍ أتاني بغتة ً | كخوفي إذا خفنا منَ النظرِ الشزرِ |
جرينا به في حلبة الكشفِ والحجى | على الصافناتِ الغر والسبق الضمر |
فلما أتينا الصورَ قالَ لنا فتى ً | ألا إنَّهُ الناقورُ فافزعْ إلى النقرِ |
فلمتُ إليهِ في رجالٍ ذوي نهى ً | بمحوٍ وإثباتٍ من الصحوِ والسكرِ |
أهدى كما قال الجُنيد بحامل | فقلت له: أين القعود من البكر |
فأنزلني منه بأكرم منزل | علوت به فوق السماكين والنّسرِ |
وفرقَ حالي بينَ هذا وهذهِ | وأينَ زمانَ الرطبِ منْ زمنِ البسرِ |
إذا كانَ لي كنتُ الغنيَّ بكونِهِ | وأصبحت ذا جاه وأمسيتُ ذا وفر |
دعاني إلهي للحديثِ مسامراً | ولي أذن صماءُ من كثرة الوقر |
وحملني ما لا أطيقُ احتمالهُ | وأطّت ضلوعي من ملابسة الوقر |
وخفتُ على نفسي كما خافَ صالحٌ | على قومه خوفَ المقيمين في الحجر |
إذا قلت يا الله لبى لدعوتي | ولمْ يقصيني عنهُ الذي كانَ منْ وزري |