دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأبَانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأبَانِ | وتقادمتْ بالحبسِ فالسوبَانِ |
فنعافِ صارة َ فالقَنانِ كأنَّها | زُرُرٌ يُرجِّعها وليد يمانِ |
مُتعودٌ لحنٌ يعيدُ بكفِّهِ | قلمَاً على عُسُبٍ، ذبُلْنَ، وَبانِ |
أو مُسْلَمٌ عَمِلَتْ له عُلْوِيَّة ٌ | رصنَتْ ظُهورَ رواجِبٍ وبَنانِ |
للحنظلية ِ أصبحتْ آياتُها | يبرقنَ تحتَ كنهبل الغلانِ |
خَلَدَتْ ولم يَخْلُدْ بها مَنْ حَلَّها | وتبدَّلتْ خيطاً من الأحدانِ |
والخَاذِلاتُ مَعَ الجآذِرِ خِلْفَة ً | والأدُمُ حانية ٌ معَ الغِزلانِ |
فصددْتُ عنْ أطلالِهنَّ بجسرة ٍ | عَيْرَانَة ٍ كالعَقْرِ ذِي البُنْيانِ |
فقدرتْ للوردِ المغلِّسِ غُدْوة ً | فوردْتُ قبلَ تَبيُّنِ الأوانِ |
سُدُماً قديماً عهْدُهُ بأنيسِهِ | من بينِ أصفرَ ناصعٍ ودِفَانِ |
فَهَرَقْتُ أذْنِبَة ً على مُتَثَلِّمٍ | خَلقٍ بِمُعْتَدِلٍ منَ الأصْفَانِ |
فتَغمَّرَتْ نَفساً وَأدْركَ شَأْوُهَا | عُصَبَ القَطا يَهْوِينَ للأذْقانِ |
فثنيتُ كفّي والقرابَ ونُمْرُقي | ومكانَهُنَّ الكورُ والنِّسْعَانِ |
كسَفينَة ِ الهنديِّ طابقَ دَرْءَهَا | بسَقائفٍ مَشْبُوحَة ٍ وَدِهَانِ |
فالتَامَ طائقُها القديم فأصْبَحَتْ | ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْءَهَا رِدْفَانِ |
فكأنَّها هي يَوْمَ غِبِّ كَلاَلِهَا | أوْ أسْفَعُ الخدّيْنِ شاة ُ إرَانِ |
حَرِجٌ إلى أرْطَاتِهِ، وتَغَيَّبَتْ | عنْهُ كواكبُ ليلة ٍ مِدْجَانِ |
يَزَعُ الهَيَامُ عن الثَّرى ، وَيَمُدُّهُ | بطْحٌ تهايلُهُ على الكُثْبانِ |
فتداركَ الإشراقُ باقي نَفسِهِ | مُتَجَرِّداً كالمائح العُرْيَانِ |
لو كانَ يزجُرُها لقد سَنَحتْ له | طَيْرُ لاشِّياحِ بغمرة ٍ وطِعانِ |
فَعَدَا على حَذَرٍ مُوَرَّثُ عُدَّة ٍ | يهتزُّ فوقَ جبينِهِ رُمحانِ |
حتّى أُشِبَّ له ضِرَاءُ مُكَلِّبٍ | يسعَى بهنَّ أقَبُّ كالسِّرحانِ |
فَحَمَى مَقَاتِلَهُ وذادَ بِرَوْقِهِ | حمْيَ المُحارِبِ عورة َ الصُّحبانِ |
شَزْراً على نَبْضِ القلوب وَمُقْدِماً | فَكأنَّما يَخْتَلُّهَا بِسِنَانِ |
حتى انجلتْ عنهُ عماية ُ نفرِهِ | فكأنَّ صَرْعَاها ظُرُوفُ دِنَانِ |
فاجتازَ مُنْقَطَعَ الكثيبِ كأنَّهُ | نِصْعٌ جَلَتْهُ الشمسُ بَعْدَ صِوانِ |
يَمْتَلُّ مَوْفوراً وَيَمْشِي جانِباً | ربذاً يُسْلَّى حاجة َ الخشيانِ |
أفَذَاكَ أمْ صَعْلٌ كأنّ عِفَاءَهُ | أوزاعُ ألقاءٍ على أغصانِ |
يُلقي سقيطَ عفائِه مُتقاصراً | للشدِّ عاقدَ منكبٍ وجرانِ |
صعلٌ كسافلة ِ القناة ِ وظيفُهُ | وكأنَّ جُؤْجُؤهُ صفيحُ كرانِ |
كَلِفٌ بعارِيَة ِ الوَظِيفِ شِمِلَّة ٍ | يمشي خلالَ الشرْيِ في خيطانِ |
ظلّتْ تتبَّع مِن نهاءِ صعائدٍ | بينَ السَّليل ومدفَع السُّلاَّنِ |
سَبَداً من التَّنُّومِ يخبطهُ الندى | وَنَوادِراً مِنْ حَنْظَلِ الخُطْبانِ |
حتى إذا أفدَ العشيُّ تروحَا | لِمَبِيِتِ رِبْعِيِّ النِّتاج هجَانِ |
طالتْ إقامته وغيَّرَ عهدَهُ | رِهَمُ الرَّبيع بِبُرْقَة ِ الكَبَوَانِ |