سَفَهاً عَذَلْتِ وقلتِ غَيْرَ مُليمِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَفَهاً عَذَلْتِ وقلتِ غَيْرَ مُليمِ | وبكاكِ قدماً غيرُ جِدِّ حكِيمِِ |
أُمَّ الوليدِ ومَنْ تكوني همَّهُ | يصبحْ وليسَ لِشأنهِ بحلِيمِِ |
آتي السَّدَادَ فإن كرهتِ جنابَنَا | فَتَنَقَّلِي في عامرٍ وتَمِيمِ |
لا تأْمُرِيني أنْ أُلامَ فإنَّني | آبَى وأكْرهُ أمْرَ كلِّ مُليمِ |
أوَلَمْ تَرَيْ أنَّ الحوادثَ أهلكتْ | إرَماً ورامَتْ حِمْيَراً بِعَظِيمِ |
لو كان حيٌّ في الحياة ِ مُخَلَّداً | في الدهر ألْفَاهُ أبُو يَكْسُومِ |
والحارثانِ كلاهُما ومحرِّقٌ | والتُّبَّعَانِ وفارسُ اليَحْمُومِ |
والصَّعْبُ ذو القرنين أصبحَ ثاوياً | بالحِنْوِ في جدَثٍ، أميمَ، مقيمِ |
وتزعنَ من داودَ أحسنَ صُنعِهِ | ولقَد يَكونُ بِقُوَّة ٍ وَنَعيمِ |
صنعَ الحديدَ لحفْظِهِ أسرَادَهُ | لِينَالَ طُولَ العيشِ، غَيْرَ مَرُومِ |
فكأنَّما صادفْنَهُ بمضيعة ٍ | سَلَماً لهنَّ بواجِبٍ معزُومِ |
فدعي الملامة َ ويبَ غيركِ إنَّهُ | ليسَ النّوالُ بلومِ كلِّ كريمِ |
ولقد بلوتُكِ وابتليْتِ خليقَتي | ولقَد كفَاكِ مُعَلِّمي تَعْليمي |
وعظيمة ٍ دافعْتُهَا فتحولَّتْ | عنِّي فَلَمْ أدْنَس وَصَحَّ أديمي |
في يومِ هيجَا فاصطليتُ بِحَرِّها | أوْ في غَدَاة ِ تَحَافُظٍ وَخُصُومِ |
ومبلِّغٍ يومَ الصُّراخِ مندِّدٍ | بعنانِ دامية ِ الفُروج كليمِ |
فرَّجتُ كربَتَهُ بضربَة ِ فيصَلٍ | أو ذاتِ فرغٍ بالدِّماءِ رَذُومِ |
أوْ عازبٍ جادَتْ عَلى أرْوَاقِهِ | خلقَاءُ عاملة ٌ وركْضُ نجومِ |
مَرَتِ الجنوبُ لَهُ الغَمامَ بوابلٍ | وَمُجَلْجَلٍ قَرِدِ الرَّبَابِ مُدِيمِ |
حتَى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بِفَاخِرٍ | قصِفٍ، كألوانِ الرِّحَال، عميمِ |
هَمَلٌ عشائِرُهُ على أوْلادِهَا | من راشحٍ مُتَقَوِّبٍ وَفَطِيمِ |
أُدْمٌ مُوَشَّمَة ٌ وَجُونٌ خِلْفَة ً | وَمَتى تَشأْ تَسْمَعْ عِرَارَ ظَلِيمِ |
بِكَثيبِ رابية ٍ قليلٍ وَطْؤهُ | يعتادُ بَيْتَ مُوَضَّعٍ مركُومِ |
وَيَظَلُّ مُرْتَقِباً يُقَلِّبُ طَرْفَهُ | كعريشِ أهل الثَّلَّة ِ المَهْدُومِ |
باكَرْتُ في غَلَسِ الظَّلامِ بصْنتُعٍ | طِرْفِ كعالِية القناة ِ سليمِ |
ولقَد قطعْتُ وصِيلة ً مجرودَة ً | يبكِي الصَّدَى فيها لِشجوِ البُومِ |
بِخَطِيرة ٍ تُوفي الجديلَ سَرِيحَة ٍ | مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْتَهُ بعَصِيمِ |
أُجُدِ المرَافِقِ حرَّة ٍ عيرَانة ٍ | حَرَجٍ ، كَجَفنِ السيفِ ، غيرِ سؤومِ |
تعدُو إذا قلقَتْ عَلى متنصِّبٍ | كالسَّحْلِ في عاديَّة ٍ دَيْمُومِ |
سبْطٍ كأعناقِ الظِّباء إذا انْتَحَتْ | ينسَلُّ بين مَخَارِمٍ وَصَرِيمِ |
يهوِي إلى قصبٍ كأنَّ جمامَهُ | سملاتُ بولٍ أغليتْ لسَقيمِ |
وجناءُ تُرْقِلُ بَعْد طُول هِبَابِها | إرقالَ جأْبٍ مُعْلَمٍ بِكُدُومِ |
جَوْنٍ تَرَبَّعَ في خَلَى وَسْمِيَّة ٍ | رَشَفَ المناهِلَ ، ليس بالمظلُومِ |