ألَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي | لسلْمَى بالمذانِبِ فالقفالِ |
فجنبيْ صوْأرٍ فنِعافِ قَوٍّ | خَوَالِدَ ما تَحَدَّثُ بالزَّوَالِ |
تحمّلَ أهلُها إلاَّ عراراً | وعزفاً بعدَ أحيْاءٍ حلالِ |
وخَيْطاً مِن خَوَاضِبَ مُؤلِفَاتٍ | كأنَّ رئالَها أُرْقُ الإفَالِ |
تحمَّلَ أهلُها وأجدَّ فيها | نعاجُ الصَّيْفِ أخبية َ الظِّلالِ |
وقفْتُ بهنَّ حتى قالَ صحبي: | جَزِعْتَ وَلَيسَ ذلِكَ بالنَّوَالِ |
كأنَّ دمُوعهُ غربَا سُناة ٍ | يُحِيلُونَ السِّجالَ على السِّجالِ |
إذا أرْوَوْا بِها زَرْعاً وقَضْباً | أمالُوها على خورٍ طوالِ |
تمنَّى أنْ تُلاقيَ آلَ سلْمَى | بخطمة َ، والمُنى طرقُ الضَّلالِ |
وَهَلْ يَشتاقُ مِثْلُكَ مِن دِيارٍ | دوارِسَ بينَ تختِمَ والخِلالِ |
وكنتُ إذا الهُمومُ تحضَّرتني | وضَنَّتْ خُلَّة ٌ بَعْدَ الوِصَالِ |
صَرَمْتُ حِبالَها وصدَدْتُ عَنْها | بناجية ٍ تَجِلُّ عنِ الكَلالِ |
عُذافِرَة ٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى | تخونهَا نزولي وارْتحَالي |
كعَقْرِ الهَاجرِيِّ إذا ابتَنَاهُ | بأشباهٍ حُذينَ على مِثالِ |
كأخْنَسَ نَاشِطٍ جادَتْ عليَهِ | ببُرقَة ِ وَاحِفٍ إحَدى اللّيالي |
أضَلَّ صِوَارَهُ وتَضَيَّفَتْهُ | نَطُوفٌ أمرُها بيَدِ الشَّمَالِ |
فَبَاتَ كأنّهُ قاضي نُذُورٍ | يَلُوذُ بغَرْقَدٍ خَضِلٍ وضَالِ |
إذا وَكَفَ الغُصُونُ على قَرَاهُ | أدارَ الرَّوْقَ حالاً بَعدَ حالِ |
جُنوحَ الهالكيّ على يَديْهِ | مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصَالِ |
فَباكَرَهُ معَ الإشْراقِ غُضْفٌ | ضواريها تخبُّ مَعَ الرِّجالِ |
فجالَ، ولمْ يجلْ جُبناً، ولكن | تَعَرُّضَ ذي الحَفيظَة ِ للقتالِ |
فغادرَ مُلْحماً وعدلْنَ عَنْهُ | وقد خضبَ الفرائصَ من طحالِ |
يَشُكُ صِفاحَها بالرَّوْقِ شَزْراً | كَما خرجَ السّرادُ منَ النّقالِ |
وولّى تحسرُ الغمراتُ عنهُ | كَما مَرَّ المُراهِنُ ذو الجِلالِ |
وولّى عامداً لطياتِ فلجٍ | يُرَاوِحُ بَينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ |
تَشُقُّ خَمائِلَ الدَّهْنَا يَداهُ | كمَا لَعِبَ المُقامِرُ بالفِيَالِ |
وأصْبَحَ يَقتري الحَوْمانَ فَرْداً | كنَصْلِ السَّيفِ حُودثَ بالصقَالِ |
أذَلِكَ أمْ عراقيٌّ شَتِيمٌ | أرَنَّ على نَحائِصَ كالمَقَالي |
نَفَى جِحْشَانَها بجِمَادِ قَوٍّ | خَليطٌ ما يُلامُ على الزِّيَالِ |
وأمْكَنَها مِنَ الصُّلْبَيْنِ حتى | تبينتِ المخاضُ منَ الحيالِ |
شُهُورَ الصَّيْفِ واعتَذَرَتْ علَيه | نطافُ الشيّطينِ منَ السّمالِ |
وذكرها مناهلَ آجناتٍ | بحاجَة َ لا تنزّحُ بالدَّوالي |
وأقبلَها النّجادَ وشيعتهَا | هَوادِيها كأنْضِيَة ِ المُغَالي |
لِوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطَانُ عَنْهُ | يَبُذُّ مَفازَة َ الخِمسِ الكَمالِ |
يجدُّ سحيلَهُ ويتيرُ فيهِ | ويُتْبِعُها خِنَافاً في زِمَالِ |
كأنَّ سَحيلَهُ شكْوَى رَئِيسٍ | يُحاذِرُ مِن سَرايا واغْتِيالِ |
تبكِّيَ شاربٍ أسرَتْ عليهِ | عَتيقُ البابِلِيَّة ِ في القِلالِ |
تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقاذَفَتْهُ | مشعشعَة ٌ بمغرُوضٍ زُلالِ |
إذا اجْتَمَعَتْ وأحوَذَ جانِبَيْها | وأوْرَدَها على عُوجٍ طِوَالِ |
رَفَعْنَ سُرَادِقاً في يَوْمِ رِيحٍ | يصفقُ بين ميلٍ واعتدال |
فأوردهَا العِراكَ ولم يذدُها | ولم يشفقْ على نغصِ الدِّخالِ |
يُفَرِّجُ بالسَّنابِكِ عن شَريبٍ | يروعُ قلوبَ أجوافٍ غِلالِ |
يُرَجّعُ في الصُّوَى بمُهضّماتٍ | يَجُبْنَ الصَّدرَ ، من قَصَبِ العَوالي |
أصَاحِ تَرَى بَريقاً هَبَّ وَهْناً | كمصْباحِ الشَّعيلَة ِ في الذُّبالِ |
أرِقْتُ لهُ وأنجدَ بعدَ هدءٍ | وأصحابي على شُعَبِ الرِّحالِ |
يُضيءُ رَبابُهُ في المُزْنِ حُبْشاً | قِيَاماً بالحِرابِ وبالإلالِ |
كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُرَاهُ | وأنْواحاً علَيْهِنَّ المآلي |
فأفرَعَ في الرّبابِ يقودُ بُلْقاً | مجوّفَة ً تذبُّ عنِ السِّخالِ |
وأصبَحَ راسِياً برضامِ دَهْرٍ | وسالَ بهِ الخَمائِلُ في الرِّمالِ |
وحطَّ وُحُوشَ صاحَة َ من ذُراها | كأنَّ وُعُولَها رُمْكُ الجِمالِ |
على الأعراضِ أيْمَنُ جانِبَيْهِ | وأيْسَرَهُ على كُورَيْ أُثَالِ |
وأرْدَفَ مُزْنَهُ المِلْحَينِ وَبْلاً | سَريعاً صَوْبُهُ سَرِبَ العزالي |
فَباتَ السّيلُ يَركَبُ جانِبَيْهِ | مِنَ البقّارِ كالعَمِدِ الثَّفَالِ |
أقولُ، وصَوْبُهُ مِنِّي بعيدٌ | يَحُطُّ الشَّتَّ من قُلَلِ الجِبالِ |
سَقَى قَوْمي بني مَجْدٍ، وأسقَى | نُمَيراً والقَبائلَ مِنْ هِلالِ |
رعوْهُ مَرْبعاً وتصيَّفُوهُ | بِلا وَبإٍ ، سُمَيَّ ، ولا وَبالِ |
هُمُ قَوْمي وقد أنكرْتُ مِنهمْ | شَمائلَ بُدِّلُوها مِن شِمالي |
يُغارُ على البَرِيِّ بغَيرِ ظُلْمٍ | ويُفْضَحُ ذو الأمانَة ِ والدَّلالِ |
وأسرعَ في الفواحشِ كلُّ طِملٍ | يَجرُّ المُخزِياتِ وَلا يُبَالي |
أطَعْتُمْ أمْرَهُ فَتَبِعْتُمُوهُ | ويأتي الغَيَّ مُنْقَطِعَ العِقَالِ |